*[ سِـلْـسِلَـــةُ تَــــدَبُّـــر الـــقُـــرْآنِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 18 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*رَابِــعًــا: لا يَكْفِي مِنَّا أَن نتَعَلَّمَ الْـقُــرْآنَ وأن نَتلُوَ الْـقُــرْآنَ وأن نَتَدَبَّرَ الْــقُــرْآنَ؛ بَـل لا بُـدَّ مِـنَ الأَمْـرِ الـرَّابِـعِ: وَهُـوَ الـعَـمَـلُ بِهِ، بِمَعنَىٰ: أَنَّ نُحِلَّ حَـلَالَـهُ، وَنُـحَـرِّمَ حَـرَامَـهُ، وَنَتَقَـيَّـدَ بِـأَوَامِـرِهِ، وَنَتَجَنَّبَ مَا نَهَانَا عَنْهُ.*
وَهَـذَا هُـوَ المَقْـصُـودُ، وَمَا سَبَقَ مِنْ تَعَلُّمِهِ وَتِلَاوَتِهِ وَتَدَبُّرِهِ كُـلُّـهُ وَسِيلَـةٌ إلى العَمَل، أمَّا إِذَا اقتَصَرنَا على التِّلَاوَةِ وَالتَّدَبُّرِ وتَرَكنَا العَمَلَ، فَإِنَّنَا وَقَفنَا فِي أوَّلِ الطَّرِيقِ ولم نَحصُلْ علىٰ شيءٍ، وَصَارَ تَعَبُنَا لَا فَـائِـدَةَ مِنهُ؛ لِأَنَّنَا أتعَبْنَا أنفُسَنَا فِي السَّبَبِ وتَركنَا الثَّمَرَةَ؛ *لأنَّ الثَّمرَةَ هِـيَ الـعَـمَــلُ بِـالــقُـــرآنِ.*
قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَـٰبَ ٱللهِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرࣰّا وَعَلَانِيَةࣰ يَرۡجُونَ تِجَـٰرَةࣰ لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦۤۚ إِنَّهُۥ غَفُورࣱ شَكُورࣱ﴾
*فَـهَـذِهِ الآيَـةُ دَلَّت علىٰ أنَّهُم لم يَقتَصِرُوا على التِّلاوةِ، بل أَقَامُوا الصَّلَاةَ بعدَ أنْ قَامُوا بِـتِـلَاوَةِ كِتَابِ اللهِ، وكذلكَ أنفقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ بِإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَاتِ والإِحسانِ إلى المخلُوقِينَ، وَهَـذِهِ هي ثَمَرَةُ التِّلَاوَةِ وهيَ العملُ بِمَا فيه؛ لأَنَّكَ إذا عَمِلْتَ بِهِ صَارَ حُجَّة لكَ عندَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، وإِذَا عَطَّلْتَ العملَ بهِ صَارَ حُجَّة عَلَيْكَ، قَـالَ ﷺ:«وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ»* [ رواهُ مسلمٌ: 223، والترمِذِيُّ: 3517 ]
يَسْأَلُكَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿أَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَـٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ ﴿قَدۡ كَانَتۡ ءَايَـٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَكُنتُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡ تَنكِصُونَ﴾ *فَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ يَوْمَ القِيَامَةِ يَقُولُ لِلْكَفَرَةِ وَأَصْحَابِ النَّارِ: أَلَسْتُ قد بَيَّنْتُ لَكُمْ فِي الْـقُــرْآنِ الـكَـرِيـمِ هَـذَا المَصِير وَهَـذِهِ العَاقِبَة،...*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: 2 / صــــ: 289 - 290 ]*
*---------------------------------------