الملاهي, بابا..؟, وديني
الملاهي, بابا..؟, وديني
يلفت نظري ما يُكتب غالبا في سجل زيارات المشرفين
عند وصف الأخوة الأفاضل للبيئة المدرسية كلمة " جــاذبــة " ،
لا أعرف حقيقة متى تكون البيئة المدرسية جاذبة ولمن تكون جذابة ؟
: هل للزائر المشرف أم للمسئول الإداري أم لإدارة المدرسة أم للمعلمين ؟
ربما يتفق معي كثيرا منكم أنه لا أحد مما سبق هو المعني بكلمة " جاذبة "
فلا المشرف ولا الإداري ولا المعلم هو المعني بهذه الكلمة ،
لأن المعني الأول في جاذبية المدرسة له هو بالتأكيد " الطـــــالب " ولا غيره .
ولكن السؤال الأهم هو : متى تكون المدرسة " جاذبة "
فعلا للطالب وما هي المعايير التي ينطلق منها المشرفون التربويون لوصف المدرسة
بكلمة " جاذبة " ؟
إليكم مواصفات هذه المدرسة مثلا :
- التشديد على الشعر الطويل (طبعا هناك معايير اجتهادية
من وكيل مدرسة إلى آخر لطول سنتيمترات شعرة رأس الطالب !! )
- التشديد على الثياب الملونة
- التشديد على عدم خروج الطلاب بين الحصص
- التشديد على عدم إعادة الاختبارات الدورية من قبل بعض المعلمين
( بالرغم من أنها اختبارات تقويمية )
- كثرة الواجبات المنزلية
- كثرة الطلبات ( المشتريات ) بالنسبة للطالبات
- ضعف الأنشطة اللاصفية
- سوء وجبات الفطور في المقاصف المدرسية
- التوبيخ اللفظي وأحيانا العقاب البدني
- رتابة الاصطفاف الصباحي والبرامج الإذاعية الصباحية المملة ( المتنوعة !! ؟)
- وجود كاميرات الرقابة في ممرات بعض المدارس .
أين الجاذبية التي تحققت للطالب في هذه المدرسة والتي تمثل الكثير من مدارسنا ؟
وهل تظن أن مدرسة بهذه التعليمات العسكرية يتحقق فيها ولو رذاذ من رائحة عطرة تجذب الطالب ؟
هل الجاذبية تتحقق في بعض المدارس عندما ( ترصع جدرانها )
بالسيراميك ( وتُترس ) وبالأثاث ( وتكتسى ) باللوحات الحائطية ( افعل ولا تفعل ) .
هل الفصول الالكترونية والسبورات الذكية ومصادر التعلم كافية لتحقيق الجاذبية للطالب ؟
إذا كان كذلك فقارنوا نتائج التحصيل العلمي لطلاب تلك المدارس مع غيرها ؟
ولماذا طلابنا حريصين جدا على التأخر في طابور الصباح بالرغم من أنهم أمام بوابات المدرسة منذ الصباح الباكر ؟
ولماذا اللهفة الشديدة لطلابنا في تقديم الحصة السادسة والحصة السابعة والخروج المبكر من المدرسة ؟
من وجهة نظري البسيطة ، وإن كنت مخطئا فقوموني ،
لا تتحقق الجاذبية بالمعنى الحقيقي إلا عندما يشعر ولي الأمر أن ابنه فعلا
وجد ضالته التي يبحث عنها في مدرسته
لأنها هي المتنفس الحقيقي للطالب فهي بيته وبيئته وناديه ومسرحه ،
لأنه يستطيع أن يمارس فيها جميع أنشطته الصفية واللاصفية بكل حرية بحيث لا تتنافى والسلوكيات التربوية
، فكل ركن في المدرسة يمكن أن يكون جميلا أو سيئا وقبيحا .
لن تتحقق الجاذبية إلا عندما يرفض الطالب أن يخرج لأبيه وهو ينتظره عند باب المدرسة .
هل تظن أن أبنائنا فقط يستمتعون بالوقت عندما يذهبون للملاهي ؟
بالطبع لا فهم لا يشعرون أنهم يكتسبون مهارات وقدرات عديدة
كالتوكل على الله ثم الثقة بالنفس والجرأة واتخاذ القرار والقيادة والنظام والانتظام
ومشاركة الآخرين والمساهمة في إسعادهم والمتعة معهم وغير ذلك من الصفات المكتسبة الايجابية .
أليس من الأفضل والأولى أن يكتسب طلابنا كل هذه الصفات وهم في مدارسهم ؟
أخيرا لن تتحقق لي شخصيا جاذبية المدرسة إلا عندما يوقظني ابني
في أول يوم دراسي حاملا حقيبته المدرسية على ظهره
وهو يقول لي " وديني الملاهي يا بابا "
===
ودمتم
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
,]dkd hglghid dh fhfh>>? fhfh>>?
,]dkd hglghid dh fhfh>>? fhfh>>? ,]dkd hglghid dh fhfh>>? fhfh>>?