للغدة, معلومة
للغدة, معلومة
بارتباك و خوف أو خجل، جلس على طرف الكرسي ضاما كفيه على بعضهما تشجع احداهما الاخرى، ذلك الرجل الغارق في الطيبة البادية بوضوح في ملامح وجهه و المركزة بكثافة في عينيه.
تفضل يا زميل، قدمت له فنجان القهوة مع ابتسامة تفتح حديث ودي قصير قبل ان أباشر بالعمل معه، إذ لا بد اولا من زرع شيئا من الألفة عند اي شخص غريب قبل ان تطلب منه أن يلبي طلبك بطيب خاطر، والمهمة ربما اصعب مع رجل بسيط تنقصه الثقة، عامل عرف عن نفسه انه بالكاد يفك الخط وبالطبع فهو يسمع عن الحاسوب ولا يعرف منه الا مراقبة شاشته كمراقبته لشاشة التلفاز، من ناحية اخرى..هو شخص معروف من قبل الجميع انه مخلص لعمله و ينجز الموكل اليه من مهام بكل اتقان، لذلك كان الرجل المناسب ليقدم معلومات شفهية من واقع العمل لأحولها بدوري الى معلومات رقمية تحفظ في الحاسب...وهذا ما حصل، بعد ثلاث ساعات تقريبا من العمل المتواصل،التفت اليه قائلة :انظر يا زميل..الأمر في غاية البساطة..لقد انتهينا ..اشكرك.. ارتسمت ابتسامة رضا و ارتياح على وجه ذلك العامل الطيب الذي حينها فقط، عدل من جلسته ،شادا ظهره، سانده الى ظهر الكرسي .
بعد ساعتين تقريبا، عاد ضاغطا بيده على صدره وكأنه يعد انفاسه اللاهثة بعد صعوده على درجات توصله للطابق السادس، استدرت اليه متفاجئة لعودته..تفضل يا زميل ما الأمر ؟!
كنت في طريق العودة الى القرية وتذكرت معلومة ناقصة شعرت انني يجب ان انقلها اليك .
بنظرة شغقة و تقدير قلت له بعد ان ادركت جزئية المعلومة وقلة اهميتها : لكن كان يمكنك ان تخبرني اياها على الهاتف ..الامر لا يستحق تعبك هذا.! و بعد خمس دقائق عمل على الحاسب قلت : حسنا.. احتفظت بالمعلومة، اشكرك..و بالكاد ودعته عند الباب حتى التفت الي متسمرا في مكانه ، ضاربا يده على جبينه وكأنه تذكر شيئا وقال : آسف .تذكرت، تذكرت.. تلك المعلومات الاخيرة التي رجعت من اجلها ملغية...ملغية
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
lug,lm lgydm ggy]m lug,lm
lug,lm lgydm ggy]m lug,lm lug,lm lgydm ggy]m lug,lm