عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2018   #1
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


الصورة الرمزية ابو يحيى
ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (12:32 AM)
 المشاركات : 210,276 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
ضجيج الحياة وصفاؤنا المسروق



المسروق, الحياة, وصفاؤنا, ضجيج

المسروق, الحياة, وصفاؤنا, ضجيج

إنسـآن هذآ العصر مُنهمك في دوآمة الحيـآة اليومية
أصبح الوـآحد منآ
كأنه ترس في دآلوب المهآم
والتفآصيل الصغيرة
التي تستلمك منذ أن تستيقظ صباحاً ,
وحتى تُلقيك منهكاً فوق سريرك في أوآخر المسـآء

ضجيج الحياة وصفاؤنا المسروق
دوآم مُضنِ ,
ورسالة جوآل ,
وبريد إلكتروني ,
وتعليق فيسبوكي ,
وخبر تويتري
ومقطع يوتيوبي
وتنقل بين الفضائيـآت ,
وصرآخ مُنبهـآت في طرق مُكتظه
وأعمآل مؤجله
كلمآ تذكرتهـآ قرصك الهم ,
والتزآمآت اجتمآعيه آخذٌ بعضهآ بركآب بعض ..الخ
ضجيج الحياة وصفاؤنا المسروق
هل تنظلم يا تُرى الإتصآلات المُتقدمه هذه المُشكله ؟
ونقول أنهآ السبب !
لآ قطعاً
بل هي نعمة من الله يجب تسخيرها فيما يُرضيه ,
ولقد جنينـآ منهآ الكثير
لكن لآ أدري ؛
أشعر أننـآ خسرنـآ ( الصفآء ) منهآ !
صفآء الذهن , وخلو البـآل ,
والتأمل الرقرآق
حين يلتف السكون حولك
فـ حين يكون الإنسـآن في فلـآة الأرض ,
وتُنـآديه عشرآت الأصوآت تتنـآهشه من كل جهة
فإنه لآ يزدآد الا تيهاً وذهولاً ,
لـِ يُرينـآ ذلك الرجل الذآهل
ضجيج المدينة المعاصرة
وخُصوصاً إذآ أضفنا إلى ذلك
أنمآط الترفيه التي غزت حيـآتنـآ
والإسترسـآل في السهرآت مع الأصدقـآء
في استرآحآت الضيـآع وغيرهـآ
ضجيج الحياة وصفاؤنا المسروق
ومن أفظع نتـآئج هذآ الإنهمآك المضنى
في تروس المدينة المعـآصرة
تلك القسوة التي تدب في القلوب
فـ تستنزف الإيمآن ,
وتُفرغ السكينة الدآخلية
حتى صآرت شكوى دآئمة لـِ الأسف !
ضجيج الحياة وصفاؤنا المسروق
فـ مِن بين هذآ الصخب السـآرق منـآ
أروآحنـآ ولذة جمآلهـآ
ألم يحن لنـآ أن نستقطع وقتاً
نهرب فيه من هذآ التطآحن المُعاصر
نعيد فيه شحن أروآحنـآ بـِ نسيم الإيمـآن !
أليس من حق الروح أن تعيش جمآل الحيآة ولذتهآ الحقه ؟
ألم يأن لنـآ أن نُرقق قلوبنـآ
وننقذهـآ من قسوة النفس
بـِ الاختلآء والتأمل المذعن في عطآيـآ الرحمن
أن تخرج وحدك لـِ صحرآء ,
أو لمكآن يُبهج المُقل
ويُمليهآ خُضرةً و زرقه
أن تجلس على صخرةٍ أو تحت شجرة ,
أو حتى جبل أو وآدي
وتسرح فيهـآ بــِ نآظريك متأملاً
تُطيل بهآ النظر في خيـآلك
ترى فيهـآ ملكوت الله وعظمته سُبحـآنه
ضجيج الحياة وصفاؤنا المسروق
الخلوة منهج لـِ الأنبيـآء , والصآلحين ,
والمُبدعين , والعلمآء , والعبـآقرة
فـ من بين مُتغيرآت الحيـآة
وازدحآم المآديـآت في أفكـآرنـآ وأروآحنـآ
حتى عُلقت على أجسـآدنـآ
جُعلت ( الخلوه )
لـِ تحفظ حق روحك عليك
لـِ ترى في لحظتهآ نفسك من فوق
وكأنهـآ طفلتك التي ترعـآهـآ
وترزقهـآ مُتعتهـآ وغذآئهـآ في هذه الحيـآة
ضجيج الحياة وصفاؤنا المسروق
الخلوة اليوم
في هذه المدينة المعآصرة
ـوُجدت كـ وصفةً لـِ كل من مرض قلبه
وتـآه فكرهـ
وانحآز نحو اللآشئ
يخلو فيهـآ الإنسـآن مع حبيبه سبحآنه وتعـآلى
يتذكر فيهـآ نعم الله التي أنعمها عليه
من صحةٍ وعآفيةٍ
وكمآلٍ ورزق
تنقل فيهـآ نفسك الضعيفة
من لهاث الدنيـآ والمآديـآت
إلى حيآة الروح
لحظآت يعيش فيهآ الإنسـآن
تُعيد له النشآط الإيمآني وتُحفزهـ
فـ الخلوآت
هي أعظم ما يُعين النفس على الثبـآت
في زمن المُتغيرآت هذآ
يستشعر ضمنهآ الإنسـآن
حلآوة الإيمآن
تلذُذاً قد حُرم منه كثيرٌ
مِمَن غرقوا في ترس الحيآة المُعآصرة
ولآ عجب أن يكون هؤلآء الخاسرون لـِ هذآ الإستشعآر اللذيذ
من الصآلحين أنفسهم
فـ الخلوة
كـ منهج شرعي
لهآ يدُ عملآقة
في تربية النفس وتزكية النفس وسُموهـآ
فـ هي من تُثير الأحدآق لـِ التأمل
وهي من تحث العقول لـِ التفكر
وهي من تأتي لـِ الروح هُدآهـآ
فقد قـآل الله تعـآلى :
[ إن في خلق السماوات والأرض
واختلاف الليل والنهآر
لآيـآتٍ لأولي الألبـآب ,
الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً
وعلى جنوبهم
ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ,
ربنـآ ما خلقت هذا باطلاً , سُبحآنك فقنـآ عذآب النـآر ]
ضجيج الحياة وصفاؤنا المسروق
ولعل الفعل المُضآرع في كلمة ( يتفكرون )
يدل على الإستمرآرية
فـ التفكر
هي العبـآدة الأولى كمآ جآء عن بعض الفُقهـآء
لأن التفكر طريق معرفة الله ,
وأصل الدين هو معرفة الله تعـآلى
ولن يحصل التكفير والتأمل والتدبر
دون خلوةٍ يختليهآ الإنسـآن بـِ نفسه
بعيداً عن ضجيج المدينة
يُلَّين بهآ قسوة قلبـه ,
ويُشعل فيها نشوة عقلـه
فـ إن عرف الإنسـآن ( الآمـِر )
ثُم عرف ( الأمر ) ؛
تفـآنى في الأمر
وإن عرف الإنسـآن ( الأمر )
ولم يعرف ( الـآمِر ) ؛
قصر في الإستجآبه
و مُشكلة العـآلم الإسلآمي الأولى
تكمن في التقصير
ومعرفة الأمر دون الآمر
ولعل الفكرة الدقيقة هُنـآ
أن الله تعالى أعطآك العقل لـِ تعرفه ,
فإذآ عرفته
سعدت وسلمت في الدنيآ والأخره
ولكن الإنسـآن في هذه الحيآة المُعآصرة
وبين هذا الضجيج المُذعن
استخدم هذآ العقل من أجل دُنيـآه فقط
استخدمه من أجل المآديـآت
والركض خلفهـآ
دون أن يُعطي عقله حقه
من التأمل والتفكر
وإبدآع صُنعه وعظمته سُبحآنه

ضجيج الحياة وصفاؤنا المسروق
يــــآآآهـ
كَم خسر النآس ,
كم غفل النـآس ,
كم غرق النـآس
حتى لم يعد لـِ الدنيـآ طعم ولآ جمآلٌ
ولآ لحظة يعيش فيهآ الإنسـآن لـِ نفسه
ولعل حبري شق صفحآت همسـآنـآ الليلة
رغبةً بـِ أن تستزيدوا من لذة هذه الخلوآت
فـ اخلوا بأنفسكم يَ أحبه في أي وقت
في عصر الجمعة
وسـآعة الإستجآبةِ فيهـآ
أو بعد صلـآة الفجر ,
لحظآتٌ جميله يتنفس فيه الصبح تنفساً
وهواءً نقياً رائعاً
تسمع فيه أصوآت الطيور
وترى فيه جمآل الطبيعة التي صنعهآ الله سبحآنه
فـ تعيش هذه اللحظآت الجميله بـِ كُل متعة
لحظآت تخلو فيهآ مع الله
تتجلى فيهـآ كُل المعـآني
تعيش فيهـآ جمآل الدينـآ وروعتها
وتستمتع فيهـآ بين معـآني الدنيـآ ولذتها الحلال
وبين معـآني الإيمآن
وروعة الدين في ظِل حُبــك للرحمن
ضجيج الحياة وصفاؤنا المسروق

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك


الموضوع الأصلي: ضجيج الحياة وصفاؤنا المسروق || الكاتب: ابو يحيى || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





q[d[ hgpdhm ,wthckh hglsv,r hgpdhm ,wthckh




q[d[ hgpdhm ,wthckh hglsv,r hgpdhm ,wthckh q[d[ hgpdhm ,wthckh hglsv,r hgpdhm ,wthckh



 
 توقيع : ابو يحيى



رد مع اقتباس