أهمية, التوحيد, وثمراته
أهمية, التوحيد, وثمراته
إنَّ الحمد لله نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
أمَّا بعد:
فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وخيرَ الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشرَّ الأمور محدثَاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
إن مَن تدبر نصوص القرآن والسُّنَّة يعلم أهمية التوحيد الذي أرسل الله به رسله، وأنزل به كتبه، ولا يستطيع أحدٌ أن يحصر أهمية التوحيد ولو في أسفارٍ ومجلَّدات، غير أني أذكر طَرَفًا منها في هذه المقالة؛ لتكون بمثابة المنارات التي يهتدي بها السالك لأنفع المسالك، وهي:
1- التوحيد من أجله خلق الله الخلق:
قال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، "هذه الغاية التي خلق الله الجنَّ والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته المتضمِّنة لمعرفته ومحبَّته، والإنابة إليه، والإقبال عليه، والإعراض عمَّا سواه، وذلك متوقِّف على معرفة الله - تعالى - فإنَّ تمام العبادة متوقفٌ على المعرفة بالله، بل كلَّما ازداد العبد معرفةً بربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلَّفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم"[1].
فمعنى الآية: أنه - تبارك وتعالى - خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمَن أطاعه جازاه أتمَّ الجزاء، ومَن عصاه عذَّبه أشدَّ العذاب، وأخبر أنَّه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم"[2].
"فبيَّن - سبحانه - الحكمة في خلقهم، وهي أن يعبدوا الله وحده، وأنهم لم يُخلقوا عبثًا ولا سدًى، بل خُلقوا لهذا الأمر العظيم؛ وهو أن يعبدوا الله - جل وعلا - ولا يشركوا به شيئًا، ويخصُّوه بدعائهم، وخوفهم ورجائهم، وصلاتهم وصومهم، وذبحهم ونذرهم، وغير ذلك"[3].
"فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته، فاعلم أن العبادة لا تُسمَّى عبادةً إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تُسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة"[4].
|
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
Hildm hgj,pd] ,elvhji hgj,pd]
Hildm hgj,pd] ,elvhji hgj,pd] Hildm hgj,pd] ,elvhji hgj,pd]