عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2017   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
حديث فزت ورب الكعبة



الكعبة, يحدث, فزت, ورب

الكعبة, يحدث, فزت, ورب






حديث فزت ورب الكعبة

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أن ابعث معنا رجالاً يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار، يقال لهم: القرّاء، فيهم خالي حرام، يقرؤون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلّمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم، بلِّغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضِينا عنك، ورضيتَ عنّا، قال: وأتى رجل حَرَاما، خال أنس من خلفه، فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلِّغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا"[1].

من فوائد الحديث:
1- تميُّز هؤلاء الصحابة القرّاء على غيرهم.
2- منقبة وفضيلة لهؤلاء القراء بأن اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهم.
3- العزّ والرفعة في كتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم.
4- فضل الموت والشهادة في سبيل الله، في قوله:(فزتُ وربّ الكعبة).
5- بيان ما يلاقيه الصحابة في سبيل الدعوة إلى الله.
6- فضل العلم، وتعليم الناس.
7- لا يستوي من كان عالما، ومن كان جاهلا.
8- قوله صلى الله عليه وسلم: (إن إخوانكم قد قتلوا) الأخوة الحقيقية هي أُخوّة الدين.
9- قوله صلى الله عليه وسلم: (إن إخوانكم قد قتلوا) الأخوّة منزلتها عظيمة، ورباط الأخوّة في الدين، هو الرباط القوي، وهو الذي يبقى.
10- ثلاثة أعمال جليلة؛ كان يقوم بها الصحابة القرّاء: أ- كانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد. ب- ويحتطبون فيبيعونه. ج- ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء.

11- العناية بالفقراء والمساكين.
12- في هذا الحديث مبدأ عظيم، هو مبدأ التكافل الاجتماعي، والحرص على الآخرين، والاهتمام بهم، والقيام على شؤونهم.
13- الفوز الحقيقي، هو الفوز برضوان الله، والجنّة. قال سبحانه: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185].[2]
14- القبيلة التي غدرت بالقرّاء هم بنو سُليْم.

15- خال أنس هو حرام بن ملحان الأنصاري رضي الله عنه. [3]
16- قوله: (وإنهم قالوا: اللهم بلّغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا) كان هذا الكلام الذي قاله الصحابة رضي الله عنهم، قرآنا يُتلى، ثم نُسخ بعد ذلك. [4]
17- وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على أحياء من بني سُليم حيثُ قتلوا القُرَّاء السبعين. وهذه الأحياء هم: رِعْل وذَكْوان، وَعُصَيَّة. [5] وكان على رأس الذين غدروا عامر بن الطفيل الفارس الجاهلي المشهور.
18- الله سبحانه أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم عن حال أصحابه رضي الله عنهم.
19- (فُزْت وربّ الكعبة) هذه الكلمة كان مفعولها أشدّ من السحر؛ على القاتل الذي قتل الصحابيّ. فراح يسأل عنها، كيف يفوز، وهو يُقتل؟ ما هذا الفوز؟ فكانت سببا في إسلام جبّار بن سلمى، فَعُدّ من الصحابة رضي الله عنهم. [6] فلا يحتقر المسلم كلمة يقولها من أجل الدعوة إلى الله، تخرج من غير تكلّف، وبنيّة طيبة. فهاهو حَرام بن ملحان قال كلمة عفويّة، خرجت من قلب طاهر زكيّ، فَرَحًا بما أعدّه الله للشهيد.

20- إثبات ما أنكرته الجهميّة [7] من صفات الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وهو كلام الله تعالى لعباده كلامًا حقيقيًّا.
21- تمنّي الخير، وطلبه مهما وَجَد الإنسان إليه سبيلًا.
22- بيانَ أنه لا يرجع أحدٌ إلى الدنيا بعد الموت، فقد حكم الله -سبحانه وتعالى- بأنهم لا يرجعون.
23- بيان ما عليه الشهداء عند ربّهم من النعيم المقيم، والعزّ المستديم، والفوز الدائم، والفرح القائم. [8]
24- تأثّر النبي صلى الله عليه وسلم وحُزْنه لما حصل لأصحابه رضي الله عنهم. [9]

25- استحباب الدعاء وتكريره وإظهاره؛ لأنه دال على يقين العبد المسلم بربه.
26- شدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء على أهل بئر معونة؛ لأنهم جمعوا بين الكفر بالله والغدر بمن آمن به سبحانه.
27- قوله: (فزت ورب الكعبة) كلام يدل على أن قائله قد كان حريصًا على الشهادة؛ فلما حصلت له تحقق الفوز بها فقال: فزت، وقوله: ورب الكعبة: يمين نشأت عن إيمان منه، بأن الشهادة في سبيل الله فوز.
28- دلّ الحديث على أن الفقر غير مانع من عبادة الله عز وجل، بل ربما كان مُعينًا عليها، فإن هؤلاء كانوا يحتطبون بالنهار، ويقرؤون بالليل.
29- قوله: (وكانوا يأتون بالماء فيضعونه في المسجد) فيه حث للفقير إذا وفقه الله أن يثابر على اصطناع المعروف كما يثابر عليه الغني، فإن هؤلاء كانوا يحتطبون ويبيعونه ويتصدقون بثمنه على أهل الصفة، وكانوا يتصدقون بنقل الماء إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشرب منه المسلمون، وكانوا من الذين لا يجدون إلا جُهْدَهم.

30- فيه دليل على أن أهل الحق قد ينال منهم المبطلون، ولا يكون ذلك دالًا على فساد ما عليه أهل الحق، بل كرامة لهم وشقاء لأهل الباطل، فإن هؤلاء حين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصيبوا كلهم كان ذلك فتنة للكافرين، ثمّ إنّ الله عز وجل أظهر دينه، وأعلى كلمته، ولم يضر ذلك الحق شيئًا، وإن القوم لما لقوا من فضل الله من ثواب الشهادة، ما لم يفتقر فيه شيء إلى زيادة إلا أنهم تمنوا لو قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أكرمهم الله به ليكون ذلك داعيًا إلى طيب نفسه صلى الله عليه وسلم من أجلهم، وإلى رغبة إخوانهم من المسلمين في مثل حالهم، فقالوا في الجنة ما قالوا، فتولى الله عز وجل إبلاغ نبيه صلى الله عليه وسلم عنهم، وكفى بذلك شرفًا. [10]
31- جواز التصريح في الدعاء بأسماء أهل الغدر، وانتهاك المحارم.
32- قوله: (لقينا ربنا)، يقال: الأرواح يعرج بها إلى الله فتسجد له ثم يهبط بها؛ لمعاينة الملكين وتصير أرواح الشهداء إلى الجنة. ([11])
33- قوله في رواية: (فكنا نقرأ: أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا، وأرضانا ثم نسخ بعد) [12] مراده أنه بما نسخ تلاوته، وقال ابن التين: إما أن يكون كان يتلى، ثم نسخ رسمه أو كان الناس يكثرون ذكره وهو من الوحي، ثم تقادم حتى صار لا يذكر إلا خبرا. [13] والذي نراه الآن في المصحف، أنّ النسخ كان رسْمًا، وتلاوة. فلم توجد هذه الآية في المصحف الذي بين أيدينا.
34- النبي صلى الله عليه وسلم نعى أصحابه الذين قُتلوا لإخوانهم من الصحابة رضي الله عن الجميع، وهذا من النعي المباح. من باب الإخبار، والإعلام بحالهم.

35- شجاعة الصحابة رضي الله عنهم ، وعدم خوفهم من الموت، فلم يجبنوا، أو يستسلموا للأعداء، بل صبروا، وثبتوا حتى أكرمهم الله بالشهادة.
36- اسم هذه الوقعة: غزوة بئر معونة، باسم بئر ماء لبني سليم. [14]
37- بعد غزوة أُحد وهذه الهزيمة القاسية أمام قريش، فقد أصيب المسلمون بالضعف، وتجرَّأَ الأعداء عليهم، وأحاطت بهم بعض النكبات، التي راح ضحيتها بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأريقت دماؤهم الزكية؛ نتيجة تجرُّؤ بعض القبائل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. [15]
38- أنه لابد للدعوة من تضحيات. فهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم معلمين ومفقهين ولم يرسلهم مقاتلين،أو محاربين ومع ذلك وقعت لهم هذه المجزرة الرهيبة الدنيئة،وحصل عليهم هذا الغدر المشين، لكن ذلك كله لم يفتّ في عضدهم،ولم يفتر من همتهم،ولم يكسر أبدا عزمهم على مواصلة الدعوة إلى الله،وخدمة دين الله لأن مصلحة الدين فوق مصلحة الأنفس والدماء.
39- هذه التضحيات الضخمة العظيمة؛ التي قدمها الصحابة رضي الله عنهم من أجل دينهم وعقيدتهم، ومرضاة ربهم؛ كانت سبباً في تحقيق الفتوحات الإسلامية، وتثبيت شرع الله ونظامه في الأرض، وتثبيت معالم الدين في هذه الحياة.

40- حبّ الصحابة رضي الله عنهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم.
41- إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، إذ لوكان يعلم الغيب لما أعطى هؤلاء الغادرين أحداً من أصحابه وصدق الله إذ يقول عن رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾. [16]
42- استجاب الله سبحانه دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم عندما دعا على أولئك القوم فأهلك الله رئيسهم المتكبر المتغطرس عامر بن الطفيل فأصيب بمرض عضال حيث أصيب بالطاعون فأصبح حبيساً في بيت امرأة من قومه حتى مات. [17]
43- أهميّة العمل في الإسلام.
44- كان للصحابة رضي الله عنهم بصمة واضحة في مجتمعهم، وعلى الأمّة قاطبة.

[1] صحيح البخاري 4/ 18 رقم 2801. 5/ 105 رقم 4091.صحيح مسلم 3/ 1511 رقم 677 واللفظ له.

[2] سورة آل عمران آية 185.

[3] من 14-15 مستفاد من منحة الباري بشرح صحيح البخاري لزكريا الأنصاري 5/ 617.

[4] صحيح البخاري 5/ 105 رقم 4090.

[5] اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح للبِرماوي 8/ 396.

[6] من 18-19 مستفاد من فتح الباري لابن حجر 7/ 390.

[7] الجهميّة :طائفة من المبتدعة يخالفون أهل السنّة والجماعة في كثير من الأصول، كمسألة الرؤية، وإثبات الصفات لله - عَزَّ وَجَلَّ -، يُنسبون إلى جهم بن صفوان رجل ضالّ من أهل الكوفة.( مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه لمحمد بن علي بن آدم الإتيوبي 4/ 5).

[8] المرجع السابق 4/ 107-108.

[9] صحيح البخاري 8/ 48 رقم 6394.

[10] من 25-30 مستفاد من الإفصاح عن معاني الصحاح لابن هبيرة 5/ 90-95.

[11] من 31-32 مستفاد من التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقّن 17/ 371.

[12] صحيح البخاري 4/ 18 رقم 2801.

[13] التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقّن 21/ 207.

[14] المرجع السابق 21/ 201.

[15] مقال عن بعث الرجيع ومأساة بئر معونة د. راغب السرجاني. موقع قصة الإسلام.

[16] سورة الأعراف آية 188.

[17] من 38-42 مستفاد من خطبة جمعة بعنوان: فوائد وعبر من حادثتي الرجيع وبئر معونة. لمراد باخريصة. موقع الألوكة.















الالوكة

الجمعة 19 ذو القعدة 1438

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك


الموضوع الأصلي: حديث فزت ورب الكعبة || الكاتب: طالبة العلم || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





p]de t.j ,vf hg;ufm dp]e t.j




p]de t.j ,vf hg;ufm dp]e t.j p]de t.j ,vf hg;ufm dp]e t.j



 

رد مع اقتباس