عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-2015   #3


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
رد: هكذا حج الصالحون والصالحات



( 2 ) الصالحون... وكثرة الحج
- قال إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد قال: قال عبد الله ابن مسعود: «نسكان أحب إلي أن يكون لكل واحد منهما شعث وسفر»، قال: فسافر الأسود ثمانين ما بين حجة وعمرة لم يجمع بينهما، وسافر عبد الرحمن بن الأسود ستين ما بين حجة وعمرة لم يجمع بينهما.
- قال أبو إسحاق السبيعي: «جمع الأسود بن يزيد بين ثمانين حجة وعمرة، وجمع عمرو بن ميمون بين ستين حجة وعمرة».
- وقال ابن شوذب: «شهدت جنازة طاووس بن كيسان بمكة سنة ست ومائة فسمعتهم يقولون: رحمك الله يا أبا عبد الرحمن، حج أربعين حجة».
- وقال ابن أبي ليلى: دخلت على عطاء بن أبي رباح فجعل يسألني وكأن أصحابه جعلوا يعجبون من ذاك، فقال: ما تنكرون من ذاك؟ هو أعلم منى! قال ابن أبي ليلى: وكان عطاء قد حج سبعين حجة، وعاش مائة سنة.
- قال الحسن بن عمران – ابن أخي سفيان بن عيينة -: حججت مع عمي سفيان آخر حجة حجها سنة سبع وتسعين ومائة فلما كنا بجمع وصلى استلقى على فراشه، ثم قال: فد وافيت هذا الموضع سبعين عاما أقول في كل سنة: اللهم! لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأل ذلك، فرجع فتوفي في السنة الداخلة يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة ودفن بالحجون... وتوفي وهو ابن إحدى وتسعين سنة.
- قال علي بن الموفق: حججت ستين حجة، فلما كان بعد ذلك جلست في الحجر، أفكر في حالي وكثرة تردادي إلى ذلك المكان، ولا أدري هل قبل مني حجي أم رد! ثم نمت فرأيت في منامي قائلا يقول لي: هل تدعو إلى بيتك إلا من تحب! قال: فاستيقظت وقد سرى عني.
- وقالت مولاة لزيد بن وهب: كان زيد بن وهب قد أثر الرحل بوجهه من الحج والعمرة.
- وقال سحنون الفقيه: كان عبد الله بن وهب قد قسم دهره أثلاثا: ثلثا في الرباط، وثلثا يعلم الناس بمصر، وثلثا في الحج، وذكر أنه حج ستا وثلاثين حجة.
- وعن محمد بن سوقة قال: قيل لمحمد بن المنكدر: تحج وعليك دين؟ قال: الحج أقضى للدين – قال: يعني إذا حججت قضى الله عني ديني -.
وممن ذكر أنه حج أكثر من أربعين حجة: سعيد بن المسيب، ومحمد بن سوقة، وبكير بن عتيق، وابن أبي عمر العدني، وسعيد بن سليمان، وجعفر الخلدي، والعباس بن سمرة أبو الفضل الهاشمي، وأيوب السختياني، وهمام بن نافع، ومكي بن إبراهيم وغيرهم كثير.
ومن المعاصرين سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته – وغيره.
لطيفة ونادرة: روى إسماعيل بن أمية حديثا عن أعرابي، قال إسماعيل بن أمية: فذهبت أعيد على الأعرابي لأنظر كيف حفظه، فقال: يا ابن أخي أتراني لم أحفظ؟ ! لقد حججت ستين حجة أو سبعين حجة، ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه!!.
التعليق: الأصل أن كثرة الحج والعمرة مرغب فيها شرعا، وقد دلت على ذلك نصوص كثيرة منها:
- حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة».
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه».
- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة».
- وعن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان بالله» قال: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» قال: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور».
- وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: «لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور».
- وعن ابن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت، فبكى طويلا، وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إني كنت على أطباق ثلاث: لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله مني ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: «ما لك يا عمرو؟» قال قلت: أردت أن أشترط، قال: «تشترط بماذا؟» قلت: أن يغفر لي، قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله...».
تنبيهان:
1- لو لم يرد في فضل الحج إلا أنه أحد أركان الإسلام الخمسة لكان ذلك كافيا في بيان منزلته، قال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 97]، وقال صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان»، ولما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، عدّ له الأركان الخمسة، ومنها الحج.
2- ذهب جمع من أهل العلم ومنهم الإمام ابن المنذر إلى أن الحج المبرور يكفر جميع الذنوب لظاهر الأحاديث الآنفة الذكر، وهو قول قوي.
فيا أخي: لا تغلب على الحج إلا من عذر وإياك والتسويف، فالعمر قصير، والفرص لا تعوض، نعم ربما يكون هناك مصالح تقتضي عدم الإكثار من الحج ولكن هذه المصالح لا يقررها إلا العلماء العارفون بالكتاب والسنة، قالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: «فرض الله الحج على كل مكلف مستطيع مرة في العمر، وما زاد على ذلك فهو تطوع وقربة يتقرب بها إلى الله، ولم يثبت في التطوع بالحج تحديد بعدد، وإنما يرجع تكراره إلى وضع المكلف المالي والصحي، وحال من حوله من الأقارب والفقراء، وإلى اختلاف مصالح الأمة العامة، ودعمه لها بنفسه وماله، وإلى منزلته في الأمة ونفعه لها حضرا وسفرا في الحج وغيره، فلينظر كل إلى ظروفه وما هو أنفع له وللأمة فيقدمه على غيره».
( 3 ) الصالحون... والحرص على لقاء العلماء والإخوان في الحج
- قال أيوب السختياني: «إن مما يزيدني رغبة في الحج وحضوره أن ألقى إخوانا لي فيه لا ألقاهم في غيره»، وقال أيضا: «كانوا يحجون للقي به».
- وقال أيوب بن سليمان بن بلال: قلت لعبيد الله بن عمر: أراك تتحرى لقاء العراقيين في الموسم؟ فقال: والله.
ما أفرح في سنتي إلا أيام الموسم، ألقى أقواما قد نور الله قلوبهم بالإيمان، فإذا رأيتهم ارتاح قلبي؛ منهم: أيوب.
- وكان أبو صخر الأيلي يوافي المواسم كل عام مع محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، ويزيد بن خصيفة، وسليمان بن سحيم، وأبي حازم فيلقون عمر بن ذر فيقص عليهم، ويذكرهم أمر الآخرة، فلا يزالون كذلك حتى ينقضي الموسم ثم لا يلتقون بعد إلا في كل موسم.
- وقال محمد بن الفضل البزاز: سمعت أبي يقول: حججت مع أحمد بن حنبل، ونزلنا في مكان واحد، فلما صليت الصبح درت المسجد فجئت إلى مجلس سفيان بن عيينة، وكنت أدور مجلسا مجلسا؛ طلبا لأحمد بن حنبل، حتى وجدت أحمد عند شاب أعرابي وعلى رأسه جمة فزاحمته حتى قعدت عند أحمد بن حنبل، فقلت: يا أبا عبد الله تركت ابن عيينة وعنده الزهري وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة ومن التابعين ما الله به عليم!، فقال لي: اسكت! فإن فاتك حديث بعلو تجده بنزول، ولا يضرك في دينك ولا في عقلك، وإن فاتك عقل هذا الفتى أخاف أن لا تجده إلى يوم القيامة، ما رأيت أحدا أفقه في كتاب الله عز وجل من هذا الفتى القرشي. قلت: من هذا؟ قال: محمد بن إدريس الشافعي.
- وقال سفيان الثوري: حججت حججا لألقى ابن لهيعة.
- وقال الأوزاعي: حججت فلقيت عبدة بن أبي لبابة بمنى فقال لي: هل لقيت الحكم؟ قلت: لا قال: فاذهب فالقه فما بين لابتيها أفقه منه! قال: فلقيته فإذا برجل حسن السمت مقنع.
- وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر: إنه ليزيدني في الحج رغبة لقاء عمرو بن دينار، فإنه كان يحبنا ويفيدنا.
- وقال سفيان بن عيينة: قال لي ابن جريج: دلني وأدلك على المشايخ إذا قدموا الموسم، فقدم يحيى بن يحيى الغساني فسمعت منه ولم أعلمه!، فلما انقضى الموسم اجتمعنا نتذاكر، فذكرت يحيى بن يحيى الغساني فقال: متى سمعت منه؟ قلت: كان حضر الموسم! فقال: حدثني فلان، وحدثني فلان، وقال: من خنس يحيى بن يحيى خنس منه مثل هؤلاء!!.
وقد عقد أبو عبد الله الفاكهي في كتابه الشهير «أخبار مكة» بابا قال فيه: «ذكر تلاقي الإخوان في الحج بمكة ومنى وما جاء في ذلك»، وذكر بعض الآثار المتقدمة.
وكان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب يجعل من الحج فرصة للقيا عماله ومحاسبتهم قال عطاء بن أبي رباح: كان عمر  يكتب إلى عماله أن يوافوه بالموسم فإذا اجتمعوا قام فقال: أيها الناس إني استعملت عليكم عمالي هؤلاء ولم أستعملهم ليصيبوا من أبشاركم ولا من أموالكم ولا من أعراضكم، ولكن استعملتهم ليحجزوا بينكم... إلى آخر ما قال رضي الله عنه.
قلت: وللمحدثين في هذا الباب أخبار ونوادر جديرة بالجمع والإفراد يتجلى فيها:
- العناية بالعلم والحرص على طلبه والرحلة في ذلك، وقد قال الفضيل بن عياض: «لا يخلص لأصحاب الحديث حج، وسفيان بن عيينة حي». ومعناه أن أصحاب الحديث يحجون بقصد السماع من سفيان، لأن سفيان بن عيينة ممن طال عمره فعلى إسناده، وطلب الإسناد العالي سنة عند المحدثين، ومن الأمثلة على قول الفضيل قول علي بن المديني: «حججت حجة وليس لي همة إلا أن أسمع من سفيان يذكر في هذا الحديث الخبر حتى سمعته يقول: حدثنا عمرو بن دينار، وقد كنت سمعت هذا من سفيان من قبل ذلك ولم يذكر فيه الخبر». أي رحل إلى سفيان من أجل التأكد من صيغة التحمل التي استعملها سفيان والتأكد من السماع!.
- وضع المعايير الدقيقة لنقد السنة النبوية من خلال الاستفادة من الحج، ومن ذلك أنهم ربما ضعفوا الراوي بسبب أنه لم يسمع من شيخه إلا في الحج فلم يضبط عنه قال ابن رجب: «أصحاب الزهري الذين ضعفوا فيه: ومنهم جماعة من أصحاب الزهري ضعفوا في الزهري خاصة منهم: سفيان بن حسين؛ قال ابن معين: هو عن غير الزهري أثبت منه عن الزهري إنما سمع من الزهري بالموسم يعني لم يصحبه ولم يجتمع به غير أيام الموسم».
- ومن ذلك أيضا: أنهم ضبطوا «كم حج الراوي؟»، و«سنة كم حج؟»، و «من لقي في الحج؟»، و«كيف حدث في الحج؟» ولا شك أن هذا له أثر على معرفة لقيا الرواة وسماع بعضهم من بعض، قال أحمد بن حنبل: حج ثور بن يزيد الشامي والأوزاعي سنة خمس ومائة فسمع الناس منهما في المواسم. وقال أيضا: حماد بن سلمة لم يخرج إلى الكوفة، حج فسمع من سلمة بن كهيل، وأما عطاء وغيره فقدموا عليهم. وقال ابن بكير: حج الليث بن سعد سنة ثلاث عشرة فسمع من ابن شهاب بمكة وسمع من أبي مليكة وعطاء وأبي الزبير ونافع وعمران بن أنس وعدة مشايخ، وقال عمرو بن دينار: سمعت مجالد سنة سبعين عند درج زمزم عام حج مصعب بن الزبير يحدث عمرو بن أوس وجابر بن زيد،، وقال حميد الطويل: لم يحج الحسن إلا حجتين حجة في أول عمره وأخرى في آخر عمره.
- ومن ذلك أيضا: معرفة أقدار المحدثين ومكانتهم وجلالتهم في الحج، فكلما كان المحدث أجل كانت العناية بلقائه والسماع منه أشد، بل كان بعض المتحدثين يحزن إذا لم يجتمع إليه طلاب الحديث، قال بشر بن السري: قال عبد الرزاق بن همام: قدمت مكة مرة فأتاني أصحاب الحديث ثم انقطعوا عني يومين أو ثلاثة، فقلت: يا رب ما شأني كذاب أنا! أبي شيء أنا! قال فجاءوني بعد ذلك، وفي رواية قال عبد الرزاق: قدمت مكة فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث فمضيت وطفت وتعلقت بأستار الكعبة وقلت: يا رب مالي أكذاب أنا! أمدلس أنا! قال: فرجعت إلى البيت فجاؤني.
والنبذة اليسيرة المتقدمة تبين لك أن المحدثين يسيرون على مناهج وأصول دقيقة مبنية على السبر والاستقراء والتتبع مع تجرد وحسن نية، لا كما يدعي أعداء السنة النبوية!!.
التعليق: أخي الحاج... سمعت أخبار سلفنا الصالح وعنايتهم بلقاء العلماء والصالحين في الحج وهم في ذلك يستشعرون أن من مقاصد الحج الالتقاء والتآلف والتعارف مما يجعل المسلمين أمة واحدة وصفا واحدا فيما يعود عليهم بالنفع في أمر دينهم ودنياهم ومظاهر الحج كلها دالة على هذا المقصد، فزي الحجيج واحد، ويتوجهون إلى رب واحد بتلبية واحدة، يطوفون حول بيت واحد، ويؤدون نسكا واحدا.
إن الحج ملتقى كبير يفد إليه الحجاج من أنحاء المعمورة إلى الأرض المقدسة، ألوان مختلفة، وأجناس متعددة، وألسن متباينة.
قال سماحة الشيخ بن باز رحمه الله: «إن الله عز وجل جعل موسم الحج مؤتمرا لعباده يجتمعون فيه من أنحاء الدنيا، وعن سائر أجناس البشر، يريدون القربة إلى الله وسؤاله والضراعة إليه، ويطلبون حط ذنوبهم وغفران سيئاتهم، يرفعون إليه جميع حوائجهم ويسألونه سبحانه من فضله، ويتوبون إليه من تقصيرهم وذنوبهم، ويتعارفون فيه، ويتشاورون فيه، ويتناصحون ويأتمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر، وذلك من جملة المنافع التي أشار إليها سبحانه في قوله عز وجل: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) [الحج: 27، 28]».
وعلى أهل العلم والفضل أن يغتنموا فرصة التقائهم بالحجاج في هذه المواطن المقدسة فيعلموهم ما يلزم من مناسك الحج وأحكامه على وفق الكتاب والسنة، وأن لا يشغلهم ذلك عن الدعوة إلى أصل الإسلام الذي من أجله بعثت الرسل وأنزلت الكتب ألا وهو التوحيد. وأنت لو أردت أن تتواصل مع هذا الكم الهائل من المسلمين، لوجدت هذا أمرا صعبا عسيرا. فها هم قد جاءوك هنا، وأمكن أن توصل إليهم هذه القضية المهمة بكل سهولة ويسر... وكم من حاج رجع إلى بلده داعية إلى التوحيد.. ونبذ الشرك.. بعد أن عرف حقيقة التوحيد في الحج.