حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال سمعت أبا العباس المكي وكان شاعرا وكان لا يتهم في حديثه قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل فقلت نعم قال إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النفس لا صام من صام الدهر صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله قلت فإني أطيق أكثر من ذلك قال فصم صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله ( وكان شاعرا وكان لا يتهم في حديثه )
فيه إشارة إلى أن الشاعر بصدد أن يتهم في حديثه لما تقتضيه صناعته من سلوك المبالغة في الإطراء وغيره , فأخبر الراوي عنه أنه مع كونه شاعرا كان غير متهم في حديثه , وقوله " في حديثه " يحتمل مرويه من الحديث النبوي ويحتمل فيما هو أعم من ذلك , والثاني أليق وإلا لكان مرغوبا عنه , والواقع أنه حجة عند كل من أخرج الصحيح , وأفصح بتوثيقه أحمد وابن معين وآخرون , وليس له مع ذلك في البخاري سوى هذا الحديث وحديثين أحدهما في الجهاد والآخر في المغازي وأعادهما معا في الأدب , وقد تقدم حديث الباب في التهجد من وجه آخر .
قوله : ( ونفهت )
بكسر الفاء أي تعبت وكلت , ووقع في رواية النسفي " نثهت " بالمثلثة بدل الفاء وقد استغربها ابن التين فقال : لا أعرف معناها . قلت : وكأنها أبدلت من الفاء فإنها تبدل منها كثيرا , وفي رواية الكشميهني بدلها " ونهكت " أي هزلت وضعفت .
قوله : ( صوم ثلاثة أيام )
أي من كل شهر
( صوم الدهر كله )
أي بالتضعيف كما تقدم صريحا