*[ سِـلْـسِلَـــةُ أَهَــمِّـــيَّـــة الــتَّـوْحِــيــدِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 23 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
*إِذًا الـعَـقِـيـدَةُ أَمْـرٌ مُـهِـمٌّ؛ لَا يَجُوزُ لِمُسْلِـمٍ أَنْ يَتَسَاهَـلَ فِي شَأْنِهَا، وَأَنْ يُحَـقِّـرَ مِنْ شَأْنِهَا، وَأَنْ يُقَلِّـلَ مِنْ أَهَمِّيَّـتِهَا، وَأَنْ يَقُولَ: النَّاسُ وَاقِعُونَ فِي الـرِّبَـا وَفِي الـزِّنَـا وَفِي السُّفُـورِ، نَعَمْ هَـذِهِ مَعَاصٍ كَبِيرَةٌ وَلَكِنْ أَكْثَرُهُمْ وَاقِعُونَ فِيمَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ، وَهُـوَ الشِّـركُ وَالكُـفْـرُ بِاللهِ، وَاقِعُونَ فِي الشِّركِ فِي وَضَحِ النَّهَارِ.*
*تُبْنَى الأَصْنَامُ عَلَى القُبُورِ - لِلْمُسْلِمِينَ مَا تُبْنَىٰ لِلْكُفَّارِ - وَيَطُوفُونَ بِهَا، وَيَذْبَحُونَ لَهَا، وَيَنْذُرُونَ لَهَا، وَمَعَ هَذَا نُغَـطِّي رُؤُوسَنَا، وَنَتَعَامَىٰ وَنَقُولُ: ادْعُـوا الـنَّـاسَ إِلَى الأَخْـلَاقِ وَإِلَى الـزُّهْــدِ!.*
وَيَقُولُونَ: الشِّركُ هُوَ مَحَبَّةُ الدُّنْيَا، أَخْرِجُوا الدُّنْيَا مِنْ قُلُوبِكُمْ وَهَـذَا هُـوَ التَّوْحِيدُ، يَـا سُبْـحَـانَ اللهِ.
وَآخَـرُونَ يَقُولُونَ: لَا، الـشِّـركُ هُـوَ شِـركُ الحَاكِمِيَّةِ، حَكِّـمُـوا الشَّرعَ، نَعَمْ، هَذَا صَحِيحٌ، وَلَكِـنْ هَـذَا لَا يَكْـفِي، حَتَّىٰ لَوْ فَرَضْنَا أَنَّهُمْ حَكَمُوا فِي المَحَاكِمِ بِالشَّرعِ؛ فَهَذَا لَا يَكْفِي مَا دَامَ الشِّركُ مَوْجُودًا وَفِي البَلَـدِ أَضْرِحَةٌ تُعْبَـدُ مِنْ دُونِ اللهِ، وَمَا دَامَ فِيهَا دُعَـاةٌ إِلَى الشِّركِ، فَلَا يَكْفِي أَنَّنَا نَجْـعَـلُ المَحَاكِـمَ تَحْكُـمُ بِالشَّرعِ.
*الشِّركُ لَيْسَ فِي الحَاكِمِيَّةِ فَقَط، الشِّركُ هُوَ عِبَادَةُ غَيْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، هَذَا هُوَ الشِّركُ، وَتَـدْخُـلُ فِيهِ الحَاكِمِيَّةُ.*
*وَالــرَّسُـولُ ﷺ لَـوْ قَـالَ لِلْمُشْرِكِـينَ: دَعُـونَـا نَـجْـتَـمِـعُ وَنُـبْـطِـلُ الحُـكْـمَ بِـعَـوَائِـدِ الـجَـاهِـلِـيَّـةِ، وَنَحْكُـمُ فِـي الـنَّـاسِ بِـالـشَّـرعِ فِـي أُمُـورِ الخُصُومَاتِ وَالمُنَازَعَاتِ وَالأَخْلَاقِيَّاتِ وَالمُعَامَلَاتِ، وَلَكِن اللَّات وَالعُزَّىٰ وَمَنَاة الثَّالِثَة الأُخْرَىٰ تَبْقَىٰ، كُـلٌّ عَلَىٰ دِينِـهِ، هَلْ يَكُـونُ هَذَا دِينًا صَحِيحًا؟ لَا، لَا يَكُونُ هَـذَا دِينًا، وَلَا تَسْتَقِيمُ بِهِ مِـلَّـة، بَلْ لَا بُـدَّ مِنْ تَصْـحِيحِ العَـقِيـدَةِ أَوَّلًا.*
لَا بُـدَّ مِنْ تَحْقِيقِ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا ٱللهُ، وَلَا بُـدَّ مِنْ إِزَالَـةِ الشِّركِ وَمَظَاهِرِهِ مِنَ البَلَدِ،...
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: 2 / صــــ: 28 - 29 ]*
*---------------------------------------*