*[ سِـلْـسِلَـــةُ أَهَــمِّـــيَّـــة الــتَّـوْحِــيــدِ ] لِـشَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِـحِ بْنِ فَــوْزَانَ الـفَـوْزَان - حَفِـظَـهُ اللهُ وَمَتَّعَـهُ بِالـصِّـحَّـةِ وَالـعَـافِـيَـةِ - آمِـيـن - الــعَــدَدُ:[ 22 ]*
*------------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*
قَالَ تَعَالَىٰ:﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا ٱللهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِۗ﴾ فَاللهُ تَعَالَىٰ أَمَـرَ نَبِيَّـهُ بِالعِلْمِ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ.
وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَـٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ *﴿شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ﴾ قَالَ: لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا ٱللهُ ﴿وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ أَي: يَعْرِفُونَ مَعْنَىٰ هَـذِهِ الكَلِمَةِ، وَكَيْفَ يَعْرِفُونَ مَعْنَاهَا وَهُمْ لَمْ يَتَعَلَّمُوا وَلَمْ يَدْرُسُوا كُتُبَ العَـقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ وَلَمْ يَحْفَـظُوهَا، فَلَا يَكْـفِـي أَنْ يَقُولَ: أَشْـهَـدُ أَنْ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا ٱللهُ بِـدُونِ أَنْ يَعْرِفَ مَعْنَىٰ هَـذِهِ الكَلِمَةِ، وَيَعْمَلَ بِهِ، وَيُطَبِّقهَا، وَيَدْعُوَ إِلَيْهَا، وَيُوَالِيَ أَهْلَهَا، وَيُعَادِيَ أَعْدَاءَهَا، وَلَا يَكُونُ مُسْلِمًا إِلَّا بِذَلِكَ، هَكَـذَا دِينُ المُسْلِـمِينَ.*
*فَالـعَـقِيـدَةُ أَسَـاسُ دِينِنَا، وَهِيَ قَـاعِـدَةُ شَـرِيعَتِنَا، وَلَا يَصِحُّ عَـمَـلٌ إِلَّا بِتَصْحِيحِ الـعَـقِيدَةِ مَهْمَا كَانَتِ الأَعْـمَـالُ، وَاللهُ تَعَالَىٰ يَقُولُ فِي الكُفَّارِ وَالمُشْرِكِينَ الَّـذِينَ يَعْمَلُونَ مِنْ غَيْرِ عَقِيدَةٍ:﴿وَقَدِمۡنَاۤ إِلَىٰ مَا عَمِلُوا۟ مِنۡ عَمَلࣲ فَجَعَلۡنَـٰهُ هَبَاۤءࣰ مَّنثُورًا﴾ وَالهَبَاءُ: الغُبَارُ الَّـذِي يَطِيـرُ أَمَـامَ شُـعَـاعِ الشَّمْـسِ، فَـأَعْـمَـالُ الكُـفَّـارِ يَوْمَ القِيَامَةِ تَصِيرُ هَـبَـاۤءً؛ لِأَنَّهَا مَا بُنِيَتْ عَلَىٰ عَـقِـيـدَةٍ.*
وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ:﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤا۟ أَعۡمَـٰلُهُمۡ كَسَرَابِۭ بِقِيعَةࣲ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَاۤءً﴾ مَاذَا يَكُونُ حَـالُ العَـطْشَانِ إِذَا جَـاءَ وَرَأَى السَّرَابَ، مَاذَا تَكُونُ حَالَتُهُ؟ كَذَلِكَ المُشْرِكُ وَالكَافِرُ وَالعِيَاذُ بِاللهِ، إِذَا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَهُوَ بِحَاجَةٍ إِلَى الحَسَنَاتِ، وَبِحَاجَةٍ إِلَى الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَمَا وَجَدَ شَيَئًا ﴿وَوَجَدَ ٱللهَ عِندَهُۥ فَوَفَّـٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ﴾ وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ:﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَـٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفࣲۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا۟ عَلَىٰ شَيۡءࣲۚ ذَ ٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَـٰلُ ٱلۡبَعِيدُ﴾.
هَـذِهِ أَمْـثِـلَـةُ الـقُـرآنِ لِأَعْـمَـالِ المُشْرِكِينَ وَالكُفَّارِ وَإِنْ كَانَت كَثِيرَة؛ لِأَنَّهَا لَـمْ تُبْـنَ عَلَىٰ أَسَاسٍ صَـحِـيـحٍ وَهُـوَ الـعَـقِـيـدَةُ.
*إِذًا الـعَــقِـيـدَةُ أَمْـرٌ مُـهِـمٌّ؛ لَا يَجُوزُ لِمُسْلِـمٍ أَنْ يَتَسَاهَـلَ فِي شَأْنِهَا،...*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا القَدْرِ وَنُكْمِلُ فِي العَدَدِ القَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*--------------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: 2 / صــــ: 27 - 28 ]*
*---------------------------------------