عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2018   #39127
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: كل يوم حديث (( الموضوع متجدد ))



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم))؛ رواه مسلم[1].


يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: قد شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لنا تحية تميزنا عن غيرنا، ورتب على فعلها الثواب، وجعلها حقًّا من حقوق المسلم على أخيه، فتحولت التحية من عادة من العادات إلى عمل يفعله العبد تقربًا إلى الله تعالى، واستجابة لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، فلا ينبغي أن تبدل هذه التحية العظيمة بعبارات أخرى لا تؤدي ما تؤديه تحية الإسلام المباركة[2]، مثل: صباح الخير، أو مساء الخير، أو مرحبًا، أو غير ذلك، مما قد يستعمله بعض الناس جهلًا أو إعراضًا، مكتفين به عن السلام المشروع[3]، وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السلام، والتأمين))؛ رواه ابن ماجه، والبخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح[4].


الفائدة الثانية: تحية الإسلام الكاملة هي: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، وأقلها: (السلام عليكم)[5]، وكل جملة منها بعشر حسنات، وهي ثلاث جُمَل، فمن جاء بها كاملة فله ثلاثون حسنة؛ فعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشرٌ))، ثم جاء رجل آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه، ثم جلس، فقال: ((عشرون))، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، وجلس، فقال: ((ثلاثون))؛ رواه أبو داود[6].


الفائدة الثالثة: السنَّة إفشاء السلام وإظهاره وإعلانه بين الناس، حتى يكون شعارًا ظاهرًا بين المسلمين، لا تخص به فئة دون أخرى، أو كبير دون صغير، ولا من يعرف دون من لا يعرف؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خيرٌ؟ قال: ((تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف))؛ متفق عليه[7]، وقال عمار بن ياسر - رضي الله عنهما -: ثلاثٌ من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسه، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار[8].

[1] رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون 1/ 74 (54)، وما بين قوسين من رواية أخرى له في الموضع نفسه.

[2] انظر في بعض معانيها: كتاب أحكام أهل الذمة، لابن القيم 1/ 193 وما بعدها.

[3] للنووي - رحمه الله - كلام جيد حول هذا المعنى في كتاب الأذكار، أول باب مسائل تتفرع على السلام ص 224.

[4] رواه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب الجهر بآمين 1/ 278 (856)، وإسحاق بن راهويه في مسنده 2/ 540، وعنه البخاري في الأدب المفرد 1/ 342 (988)، ورواه ابن خزيمة 1/ 287 (574) مطولًا، قال البوصيري (مصباح الزجاجة 1/ 106): هذا إسناد صحيح، احتجَّ مسلم بجميع رواته، وقال المنذري (الترغيب والترهيب 1/ 194): إسناده صحيح.

[5] انظر: الآداب الشرعية 1/ 360.

[6] رواه أبو داود في كتاب الأدب، باب كيف السلام 5/ 379 (5195)، والترمذي في كتاب الاستئذان، باب ما ذكر في فضل السلام 5/ 52 (2689)، وقال: حديث حسن صحيح، وقال الحافظ في الفتح 11/ 6: إسناده قوي، وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية 1/ 260: بإسناد جيد.

[7] رواه البخاري في كتاب الإيمان، باب إفشاء السلام من الإسلام 1/ 19 (28)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب تفاضل الإسلام 1/ 65 (39).

[8] ذكره البخاري معلقًا بصيغة الجزم في كتاب الإيمان، باب إفشاء السلام من الإسلام (الفتح 1/ 82).



 

رد مع اقتباس