عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2017   #11


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: أهمية التوحيد وثمراته






🖊تابع أهمية التوحيد وثمراته

10- التوحيد شرط في الأمن والاهتداء:

قال - تعالى -: ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 151].

"بشَّرهم بأنه سيلقي في قلوب أعدائهم الخوف منهم والذلَّة لهم؛ بسبب كفرهم وشركهم، مع ما ادَّخره لهم في الدار الآخرة من العذاب والنكال... وقد ثبت في الصحيحين عن جابر بن عبدالله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أُعطِيت خمسًا لم يعطهن أحدٌ من الأنبياء قبلي: نُصِرْتُ بالرُّعب مسيرة شهر، وجُعِلَتْ لي الأرض مسجدًا وطَهُورًا، وأُحِلَّت لي الغنائم، وأُعْطِيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصَّة وبعثت إلى الناس عامة))[48].

"﴿ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ﴾؛ يعني: بشركهم بالله وعبادتهم الأصنام، وطاعتهم الشيطان التي لم أجعل لهم بها حجة - وهي السلطان - التي أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه لم ينزله بكفرهم وشركهم، وهذا وعدٌ من الله - جلَّ ثناؤه - أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنصر على أعدائهم... ما استقاموا على عهده، وتمسكوا بطاعته"[49].

﴿ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ﴾؛ أي: ذلك بسبب ما اتَّخذوا من دونه من الأنداد والأصنام التي اتَّخذوها على حسب أهوائهم وإراداتهم الفاسدة من غير حُجَّة ولا برهان، وانقطعوا من ولاية الواحد الرحمن، فمن ثمَّ كان المشرك مرعوبًا من المؤمنين، لا يعتمد على ركن وثيق، وليس له ملجأ عند كل شدَّة وضيق، هذا حاله في الدنيا، وأمَّا في الآخرة فأشدُّ وأعظم؛ ولهذا قال: ﴿ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ﴾؛ أي: مستقرُّهم الذي يأوون إليه، وليس لهم عنها خروج؛ ﴿ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ﴾ بسبب ظلمهم وعدوانهم صارت النار مثواهم"[50].

وقال - سبحانه -: ﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 81- 82]؛ يعني: صدقوا ووحَّدوا، ﴿ وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾؛ أي: شرك، إذ هو الظلم الذي لا يغفره الله - عز وجل - وفي "الصحيح"[51]، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنهم - قال: "لما نزلت: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ [آل عمران: 151] قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّنا لم يظلم نفسه؟! فأنزل الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]"[52].

11- التوحيد هو الكلمة السواء التي بيننا وبين أهل الكتاب:
قال - تعالى -: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64]، "هذه الآية الكريمة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكتب بها إلى ملوك أهل الكتاب، وكان يقرأ أحيانًا في الركعة الأولى من سُنَّة الفجر: ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ ﴾ الآية [البقرة: 136]، ويقرأ بها في الرَّكعة الآخرة من سنَّة الصبح؛ لاشتمالها على الدعوة إلى دين واحد قد اتَّفق عليه الأنبياء والمرسلون، واحتوت على توحيد الإلهية المبنيِّ على عبادة الله وحده لا شريك له، وأن يعتقد أن البشر وجميع الخلق كلهم في طور البشرية لا يستحقُّ منهم أحدٌ شيئًا من خصائص الرُّبوبية ولا من نعوت الإلهية، فإن انقاد أهل الكتاب وغيرهم إلى هذا فقد اهتدوا"[53].

"﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا ﴾ [آل عمران: 64] فقولوا أنتم لهم: اشهدوا ﴿ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾: مخلصون بالتوحيد"[54].

"أي: متَّصفون بدين الإسلام منقادون لأحكامه، معترفون بما لله علينا في ذلك من المنن والإنعام، غير متَّخذين أحدًا ربًّا؛ لا عيسى، ولا عزيزًا، ولا الملائكة؛ لأنهم بشر مثلنا، مُحْدَث كحدوثنا، ولا نقبل من الرهبان شيئًا بتحريمهم علينا ما لم يحرِّمْه الله علينا، فنكون قد اتخذناهم أربابًا"[55].


🌿وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وجعلنا وإياكم من أهل التوحيد الخالص .



 

رد مع اقتباس