عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2017   #12


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: أهمية التوحيد وثمراته





🖊 تابع أهمية التوحيد وثمراته

12- التوحيد هو أول المأمورات، وضده هو أول المنهيات:

قال - تعالى -: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151]، "والمقصود أن الشرك أعظم ما نهى الله عنه، كما أن التوحيد أعظم ما أمر الله به، ولهذا كان أوَّل دعوة الرسل كلهم إلى توحيد الله - عز وجل - ونفي الشرك، فلم يأمروا بشيء قبل التوحيد، ولم ينهوا عن شيء قبل الشرك، كما قدَّمنا بَسْطَ ذلك.

وما ذكر الله - تعالى - التوحيد مع شيءٍ من الأوامر إلا جعله أوَّلها، ولا ذكر الشرك مع شيء من النواهي إلا جعله أوَّلها، كما في آية النساء: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾﴿ ﴾ [النساء: 36]، وكما في آية الأنعام التي طلب النبي البيعة عليها، وهي قوله - تعالى -: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الأنعام: 151]، وكما في آيات الإسراء: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]، فابتَدَأ تلك الأوامر والنواهي بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، وختمها بذلك"[56].

13- التوحيد هو المعروف الأكبر، وضده هو المنكر الأكبر:
وقد سُئِل النبي- صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ فقال- صلى الله عليه وسلم -: ((إيمان بالله ورسوله))[57].

وسُئِل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الذنب أعظم عند الله؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أن تجعل لله ندًّا، وهو خلقك))[58].

"وإنما أُرْسِلت الرُّسل وأُنْزِلت الكتب للأمر بالمعروف الذي رأسه وأصله التوحيد، والنهي عن المنكر الذي رأسه وأصله الشرك"[59].

"وأمَّا المنكر الذي نهى الله عنه ورسوله، فأعظمه الشرك بالله، وهو أن يدعو مع الله إلهًا آخر؛ إمَّا الشمس وإمَّا القمر أو الكواكب، أو ملكًا من الملائكة، أو نبيًّا من الأنبياء، أو رجلاً من الصالحين، أو أحدًا من الجن، أو تماثيل هؤلاء أو قبورهم، أو غير ذلك ممَّا يُدْعَى من دون الله - تعالى - أو يُسْتَغَاث به أو يُسْجد له، فكلُّ هذا وأشباهه من الشرك الذي حرَّمه الله على لسان جميع رسله"[60].‏

14- التوحيد شرط في قبول الأعمال:
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، وعن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري - رضي الله عنه - أنَّه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا جمع الله الأوَّلين والآخرين ليوم لا ريب فيه، نادى منادٍ: مَنْ كان أشرك في عمل عمله لله فليطلب ثوابه من عند غير الله؛ فإن الله - تعالى - أغنى الشركاء عن الشرك))[61].

وعن أبي هريرة مرفوعًا قال: قال الله - تعالى -: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ مَن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركتُه وشِرْكَه))[62].

وفي رواية: ((فأنا منه بريءٌ، وهو للذي أشرك))[63].

"فعبادة المشركين - وإن جعلوا بعضها لله - لا يَقْبَل منها شيئًا، بل كلها لمن أشركوه، فلا يكونون قد عبدوا الله - سبحانه"[64].

🌿 وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وجعلنا وإياكم من أهل التوحيد الخالص 🌿




 

رد مع اقتباس