عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-2021   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
تفسير قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴾



﴾, ﴿, أَحَدَهُمُ, الْمَوْتُ, ارْجِعُونِ, تعالى:, تفسير, جَاءَ, حَتَّى, رَبِّ, إِذَا, قَالَ, قومه

﴾, ﴿, أَحَدَهُمُ, الْمَوْتُ, ارْجِعُونِ, تعالى:, تفسير, جَاءَ, حَتَّى, رَبِّ, إِذَا, قَالَ, قومه

تفسير قوله تعالى:

﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ


وقال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ * قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [المؤمنون: 99 - 115].

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون: 99، 100]، فقوله: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ ﴾؛ أي: إذا جاء أحدَ المكذِّبين للرسل إذا جاء أحدَهم الموتُ ﴿ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ارجعوني إلى الدنيا ﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾، ولم يقل: لعلِّي أتمتَّع في قصورها وحبورها ونسائها وغير ذلك؛ بل قال: ﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾؛ أي: فيما تركتُ من المال الذي بَخِلتُ به؛ حتى أنفقه في سبيل الله.

قال الله تعالى: ﴿ كَلَّا يعني: لا رجوع ولا يمكن الرجوع؛ لأنه إذا جاء الأجل ﴿ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ [يونس: 49].

ثم قال: ﴿ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا هذه الكلمة يؤكد الله عز وجل أنه يقولها، وهي قوله: ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون: 99، 100]، ﴿ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون: 100]؛ يعني: من أمام هؤلاء الذين حضَرتْهم الوفاةُ ﴿ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾.

والبرزخ هو الفاصل بين الدنيا وبين قيام الساعة، وسواء كان الإنسان مدفونًا في الأرض، أو على ظهر الأرض تأكله السِّباع وتُتلفه الرياح، أو كان في قاع البحار؛ كل هذا يسمى برزخًا ﴿ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾؛ يعني: يخرجون من القبور لله عز وجل في يوم القيامة.

﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ وذلك عند قيام الساعة، ﴿ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ [المؤمنون: 101]، والنفخ في الصُّورِ مرتان:
النفخة الأولى: يكون فيها الفزع والصعق يعني الموت، فينفُخ إسرافيل في الصُّور نفخة يكون لها صوت عظيم مزعج جدًّا، فيَفزَع الناس ثم يموتون كلهم إلا ما شاء الله.

والنفخة الثانية: ينفخ في الصُّور فتخرج الأرواح من الصور وتعود إلى أجسادها، وهذه التي يكون بها الحياة الأبدية التي لا موت بعدها.

﴿ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴾؛ يعنى بعد أن يبعثوا من قبورهم لا تنفعهم الأنساب والقرابات، ﴿ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ لا يَسأل بعضهم عن بعض؛ بل إن الله تعالى يقول: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ *وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس: 34 - 37].

فالأنساب في ذلك الوقت لا تنفع، والقرابات لا يتساءلون عن بعضهم، بينما في الدنيا يَسأل بعضهم عن بعض، ما الذي حصل لهذا؟ ما الذي حصل لهذا؟ ماذا فعل فلان؟ أما في الآخرة فـ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس: 37].

قال تعالى: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المؤمنون: 101، 102]، فينقسم الناس في ذلك اليوم إلى قسمين: قسم تثقل موازينه؛ فهذا مفلحٌ، فائز بما يحب، ناجٍ مما يكره.

والموازين جمع ميزان، قد وردت في الكتاب والسُّنة مجموعةً ومفردة، فقال الله تعالى هنا: ﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ [المؤمنون: 102]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))، فقال: "في الميزان"، ولم يقل: في الموازين، فجُمعت مرة وأُفردت أخرى، وذلك لكثرة ما يوزن؛ فلكثرة ما يوزن جُمعت، ولكون الميزان واحدًا ليس فيه ظلم ولا بخس أُفردت.

وأما الذي يوزَن فقد قال بعض العلماء: إن الذي يوزن هو العمل، وقال بعض العلماء: الذي يوزن العامل نفسُه؛ وذلك لأن كلًّا منها جاءت به أحاديث.

أما الذين يقولون: إن الذي يوزن هو العمل، فاستدلوا بقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة: 7، 8]، فجعل الوزن للعمل، وبقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان))، فجعل الثقل للكلمتين، وهما العمل.

والذين قالوا: إن الذي يوزَن صحائف العمل، استدلوا بحديث صاحب البطاقة، الذي يأتي يوم القيامة فيُمَدُّ له سجل يعني أوراقًا كثيرة مد البصر كلُّها سيئات، حتى إذا رأى أنه قد هلَكَ، قال الله له: ((إن لك عندنا حسنة، فيؤتى ببطاقة فيها "لا إله إلا الله"))، قالها من قلبه فتوضع البطاقة في كفة، وتلك السجلات في كفة، فترجح البطاقة بها، فهذا يدل على أن الذي يوزن هو صحائف العمل.

وأما الذين قالوا: إن الذين يوزن هو العامل نفسُه، فاستدلوا بقوله تعالى: ﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا [الكهف: 105].

وبأن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين ضحك الناس على عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه نحيفًا، فقام إلى شجرة أراك في ريح شديدة، فجعلت الريح تهزهزه هزًّا، فضحك الناس من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أتضحكون؟))، أو قال صلى الله عليه وسلم: ((أتعجبون من دقة ساقية؟! والذي نفسي بيده، إنهما في الميزان لأثقلُ من جبل أُحُد)).

وهذا يدل على أن الذي يوزن هو العامل نفسُه.

والمهم أنه يوم القيامة توزَن الأعمال، أو صحائف الأعمال، أو العمال.

﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [المؤمنون: 102، 103].

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن ثقُلت موازينهم، ومن المفلحين الفائزين برضوان الله، والله الموفق.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 446- 450)










الألوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





jtsdv r,gi juhgn: ﴿ pQj~Qn YA`Qh [QhxQ HQpQ]QiElE hgXlQ,XjE rQhgQ vQf~A hvX[AuE,kA ﴿ HQpQ]QiElE hgXlQ,XjE hvX[AuE,kA juhgn: jtsdv [QhxQ pQj~Qn vQf~A YA`Qh rQhgQ




jtsdv r,gi juhgn: ﴿ pQj~Qn YA`Qh [QhxQ HQpQ]QiElE hgXlQ,XjE rQhgQ vQf~A hvX[AuE,kA ﴾ ﴿ HQpQ]QiElE hgXlQ,XjE hvX[AuE,kA juhgn: jtsdv [QhxQ pQj~Qn vQf~A YA`Qh rQhgQ jtsdv r,gi juhgn: ﴿ pQj~Qn YA`Qh [QhxQ HQpQ]QiElE hgXlQ,XjE rQhgQ vQf~A hvX[AuE,kA ﴾ ﴿ HQpQ]QiElE hgXlQ,XjE hvX[AuE,kA juhgn: jtsdv [QhxQ pQj~Qn vQf~A YA`Qh rQhgQ



 

رد مع اقتباس