عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-2015   #15


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
رد: هكذا حج الصالحون والصالحات



(15) الصالحون والصالحات.. وختام حجهم
بعد هذه الجولة الجميلة مع أخبار الصالحين والصالحات وسيرهم في الحج والتي رأينا فيها:
- فقها سليما لحقيقة الحج ومقصده وحكمته وغايته.
- وقوة في العبادة وصدقا في الالتجاء والانطراح بين يدي الرب سبحانه وتعالى.
- وصفا أرواح تستشعر قربها من الله في هذه الشعيرة العظيمة.
- ومن إخاء ومحبة وبذل وعطاء.....
إن هذه الآثار تصور لنا الحاج ذلكم المسلم التقي النقي، الخاشع الذليل، الذي يتحفظ في أقواله فلا يطلق لسانه في قبل وقال وفضول الكلام، ويتحفظ في فعاله، وينشط في عبادته فتراه تارة في صلاة، وتارة يقرأ القرآن، وتارة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كريم يبذل ماله وعلمه ووقته في خدمة المسلمين، حريص على لقاء العلماء والصالحين والفضلاء، لا يتوسع في المآكل والملابس والمراكب والمساكن، يستشعر حرمة الزمان والمكان، ويستشعر أنه خرج من بيته وأهله وماله وبلده للحصول على الأجر والصواب... فهذا هو حج الصالحين.
وفي ختام حج الصالحين نلحظ أمورا منها:
- الإكثار من ذكر الله والتوجه إليه بالدعاء وحده لا شريك له، عملا بقوله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 200، 201]، هكذا أمر الله بذكره عند انقضاء المناسك، لأن أهل الجاهلية كانوا يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات، ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم، فأنزل الله على رسوله هذه الآية.
قال عطاء بن أبي رباح: ينبغي لكل من نفر أن يقول حين ينفر متوجها إلى أهله: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
قال ابن رجب: «وفي الأمر بالذكر عند انقضاء النسك معنى، وهو أن سائر العبادات تنقضي ويفرغ منها، وذكر الله باق لا ينقضي ولا يفرغ منه، بل هو مستمر للمؤمنين في الدنيا والآخرة».
- ونلحظ أيضا في أخبار الصالحين: المداومة على العمل الصالح بعد الحج، وقد سئل الحسن البصري رحمه الله تعالى: ما الحج المبرور؟ قال: أن تعود زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة.
أخي الحاج: ليكن حجك حاجزا لك عن مواقع الهلكة، ومانعا لك من المزالق المتلفة، وباعثا لك إلى المزيد من الخيرات وفعل الصالحات، واعلم أن المؤمن ليس له منتهى من صالح العمل إلا حلول الأجل، فما أجمل أن تعود بعد الحج إلى أهلك ووطنك بالخلق الأكمل، والسجايا الكريمة، ما أجمل أن تعود حسن المعاملة، كريم المعاشرة، طاهر الفؤاد، إن من يعود بعد الحج بهذه الصفات الجميلة والسمات الجليلة فهو حقا من استفاد من الحج وأسراره ودروسه وآثاره.
اللهم تقبل من الحجاج حجهم وسعيهم، الله اجعل حجهم مبرورا، وسعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا، اللهم اجعل سفرهم سعيدا، وعودهم إلى بلادهم حميدا، اللهم هون عليهم الأسفار، وأمنهم من جميع الأخطار، اللهم احفظهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، اللهم واجعل دربهم درب السلامة والأمان، والراحة والاطمئنان، اللهم وأعدهم إلى أوطانهم وأهليهم وذويهم ومحبيهم سالمين غانمين برحمتك يا أرحم الراحمين...
وصلى الله على عبده ورسوله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه.