عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2018   #1
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
لا نجاح بلا فلاح



لا, بلا, فلاي, وداد

لا, بلا, فلاي, وداد

نجاح فلاح    نجاح فلاح نجاح فلاح


يظل النجاح هو بغية كل البشر..


جميعنا نطلبه، نسعى إليه، ومنا من يبدأ فعلا في طرق بابه، والوقوف على أعتابه.

ودائما ما ينظر الواحد منا إلى عديمي الطموح نظرة استخفاف واستنكار.


بيد أن هناك شركا خفيا يسكن بين ثنايا ذلك المطلب العظيم، وهو أن يلهينا النجاح الدنيوي عن الفلاح الأخروي، أن تسحبنا تيارات النجاح والتفوق والتقدير إلى أن ننسى -أو نتناسى!- أن هناك غاية أسمى وهدفا أرقى من مجرد النجاح الدنيوي الفاني.


إن المنهج الإسلامي ما برح يؤكد على حقيقة هامة جدا، وهي أن الدنيا مطيّة المؤمن إلى الجنة، وشَرَك المفتون إلى النار.

فهي زاهية متألقة، بالغة الحسن والجمال، رائعة المذاق، خاصة لمن لم يشاهد سواها، ولم يعايش معاني الآخرة، ويرى الجنة والنار كما وصفهما الله ورسوله.

الدنيا قادرة على إغواء معظم البشر، واستعبادهم، وجعلهم أُجراء لديها، يعطونها خالص أيامهم، وطموحهم وهمتهم، وتعطيهم بعضا من متعها الزائفة الزائلة.

لذا كان النبي حريصا في التشديد على أتباعه ألا ينساقوا وراء متع الحياة وزخرفها، فنراه يقول نجاح فلاح    نجاح فلاح نجاح فلاح: (أبشِرُوا وأمِّلُوا ما يَسُرُّكم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم)). مُتَّفَقٌ عَلَيهِ..


هنا النبي نجاح فلاح    نجاح فلاح نجاح فلاح لم يكن يعني تطليق الدنيا كما قال غلاة المتصوفة، ولم يطالب أصحابه بتركها لشياطين الإنس والجن ليعيثوا فيها فسادا، وإنما طالبهم بالعمل والاجتهاد والرقي الدنيوي، ولكن ليس للدرجة التي تجعلهم يهتمون بالمظهر دون الجوهر، والتعلق بالسبب ونسيان الغاية الكبيرة.

إن المسلم يجب أن يحب الحياة كي يستطيع العطاء، يجب أن يتعامل معها بجدية ويعمرها ويجتهد في جعلها أجمل وأروع مما كانت قبل مقدمه، ولكن ليس على حساب العطاء الأخروي، يجب أن يكون نجاحه في الدنيا سببا مباشرا في نجاحه الأخروي، عبر التزامه بالمنظومة القويمة للخلق، والتنمية المستمرة للضمير، والتعامل بيقظة تامة مع النفس وشطحاتها.

لعلك ستدهش لو أخبرتك أنه لو كان هناك لائحة كلائحةمجلة «فوربس» المهتمة بمجال المال والأعمال في العصر النبوي، لكان على قمة أغنى أغنياء العالم، عدد غير قليل من المسلمين المجاهدين، والصحابة العظماء.

وذلك لأن المسلم ليس مقطوعا عن الدنيا، أو كارها لها، بل المسلم الحق هو من يملك الدنيا بين يديه، ويأبى أن يضعها في قلبه أو يعطيها وزنا أعلى مما تستحقه.


الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، ثامن رجل يحمل لقب مسلم وهو في الثانية والعشرين من عمره، هاجر للحبشة، ثم إلى المدينة ولم يكن يملك في هجرته للمدينة من الدنيا سوى ملابسه التي تستر سوءته، وكانت أول كلمة قالها بعد نزوله للمدينة (دلوني على السوق)، فأصبح -وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة- من أغنى أغنياء المسلمين، حتى إن طَلْحَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَوْفٍ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ المَدِيْنَةِ عِيَالاً عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ: ثُلُثٌ يُقْرِضُهُمْ مَالَهُ، وَثُلُثٌ يَقْضِي دَيْنَهُمْ، وَيَصِلُ ثُلثًا.

ومع هذه السعة، وذلك الرزق الكبير، كان يشغل باله أمرُ الآخرة، ولا ينسى أبدا عِظم الغاية التي يعمل من أجلها، فنراه ذات يوم بجري إلى أم سَلَمَة َويسألها جزِعا: يَا أم المُؤْمِنِيْنَ! إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُوْنَ قَدْ هَلَكْتُ، إِنِّي مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالاً، بِعْتُ أَرْضًا لِي بِأَرْبَعِيْنَ أَلْفِ دِيْنَار.

قَالَتْ: يَا بُنَيَّ! أَنْفِقْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ يَقُوْلُ: (إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَنْ يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ).


ولو فتشت يا صديقي في كتب السير، وتأملت أخبار الصحابة والعظماء لوجدت منهم كثرًا أصحاب مال وجاه، كأبي بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله عنهم وغيرهم.

ومع ذلك سترى ثبات أقدامهم على طريق الحق، وروعة تسخيرهم للدنيا في سبيل الآخرة، وكيف أنهم سيطروا على أطماع النفس والهوى، فكانت الدنيا تحت أقدامهم جارية يأمرونها، فتطيع غير مُسوِّفة.

إن ما أطمع أن تنتبه إليه يا صاحبي وأنت تسير في الحياة أن تهتم بالنجاح، وتعمل من أجل الرقي، ولا تتنازل عن أن تكون رقما صعبا فيها.. ولكن.

إياك أن تنسى أن الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة، وأن أفضل الأساليب للتعامل معها، هو معرفتها على حقيقتها (محطة نستقل بعدها قطار اللا عودة)، حيثُ نسكن في دار الخلد.


وأن النجاح يجب أن يستتبع الفلاح.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك


الموضوع الأصلي: لا نجاح بلا فلاح || الكاتب: ابو يحيى || المصدر: منتديات الحقلة

منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





gh k[hp fgh tghp fgh tghd




gh k[hp fgh tghp fgh tghd gh k[hp fgh tghp fgh tghd



 

رد مع اقتباس