عرض مشاركة واحدة
قديم 14-12-2015   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
تفسير قول الله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)



(وإذ, من, أنسى, أقوله, الله, تذبحوا, تعالى:, تفسير, بقرة), يأمركم, إن, قال, قول

(وإذ, من, أنسى, أقوله, الله, تذبحوا, تعالى:, تفسير, بقرة), يأمركم, إن, قال, قول

تفسير قول الله تعالى:

(وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)


بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله جل ثناؤه: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 67 - 74].

"البقرة": الأنثى من البقر، سُمِّيت بذلك؛ لأنها تبقر الأرض؛ أي: تشقها، والبقْر: الشق، و"هزوًا" بضم الهاء والزاي، وبضم الهاء وسكون الزاي بعدها همزة، أو بتسهيل الهمزة وجعلها واوًا، مثل "كفؤًا وكفوًا"، ومعناه: أتمزح معنا يا موسى وتسخر منا؟ و"أعوذ": العياذ والمعاذ: الاعتصام، و"الجاهلين"؛ يعني: السفهاء الذين يلقون القول بدون تفكُّر، ويطلقون لألسنتهم العنان بدون تعقل ولا تدبر.

ومن صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يزيده الجهل عليه إلا حلمًا؛ يعني: كلما سفَّه العدو وزاد في السب والشتم، زاد النبي صلى الله عليه وسلم حلمًا، و(الفارض): التي تقدَّمت في السن وانقطعت ولادتها من الكبر، و(البكر): الصغيرة التي لا تلد لصِغرها، و(العوان): النصف التي ولدت بطنًا أو بطنين، و(فاقع)؛ أي: شديد الصفرة، يقال: أصفر فاقع ووارس، وأسود حالك وحايك، وأبيض يقق ولمق، وأحمر قانئ وزنجي، وأخضر ناحز ومدهام، وأزرق خطباني وأرمك وداني، و(الذلول): المروضة التي زالت صعوبتها بالمران والعمل، و"إثارة الحرث" استخراجه من مكان إلى مكان، والحرث: شق الأرض ليعده للبذر: و(المسلمة): المبرأة من العيوب، و(الشية): العلامة والسمة، أصله من وشى الثوب يشيه إذا حسنه وزخرفه، وزيَّنه بخطوط مختلفة الألوان، ومنه قيل للساعي بين الناس بالفساد والقطيعة: واش؛ لأنه يزخرف كذبه ويُزينه حتى يقبل، والمعنى: أن البقرة لا أثر في جسمها من وضع آلات الحرث والسقي؛ لأن البقرة العاملة يكون في رقبتها أثر من وضع الكرب عليها، و(ادَّارأتم): تدافعتم ودرأ كل واحد منكم الجريمة عن نفسه بإلصاقها بغيره.

يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ذكِّر بني إسرائيل بشدة جفائهم وغلظ طباعهم، وتحكم الهوى في قلوبهم، حتى أخذوا يستدركون على الله في أوامره وينسبون إليه الجهل، وأنه يأمر بما لا حكمة فيه ولا مصلحة، وبما يخالف العقل، فشددوا على نبيهم أن يشدد على ربه ويلح عليه في السؤال عن سن البقرة ولونها وصفتها، وهو يأمرهم بالمبادرة إلى الطاعة ويتوعدهم بالتشديد عليهم عقوبة لهم، فلا يرجعون وتأبى نفوسهم الباغية وطباعهم الغليظة وقلوبهم القاسية إلا العود إلى شأنهم في الجهل، وعدم إقدار الله حق قدره، فكان نتيجة ذلك أن شدد الله عليهم بما يرهقهم جزاءً وفاقًا؛ وجعل أمره في البقرة إصرًا في غاية الثقل والشدة، فيقال: إنهم اشتروها بملء جلدها ذهبًا، ثم مع كل هذا البيان بعد كثرة الإلحاف في السؤال، لم يذبحوها إلا كارهين، ولم تطمئن نفوسهم بأمر ربهم.

روى ابن جرير وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم لو أخذوا أي بقرة من أول الأمر وذبحوها لوصلوا بها إلى المقصود، ولكن شددوا فشدد عليهم.

وروى الدارقطني وغيره - وحسنه النووي - عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم من غير نسيان، فلا تبحثوا عنها)).

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما سئل عن الحج أكل عام؟ قال: ((ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر، فأتوا منه ما استطعتم)).

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وحال المسلمين اليوم أصدق حجة وأعدل شاهد على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدة رأفته بالمؤمنين وعظيم خوفه عليهم العنت والمشقة التي أدت بأكثرهم إلى مجافاة الدين والإعراض عن اتباعه، بل وبغضه في كثير من الأحيان، خصوصًا في الحدود والأموال والدماء والفروج.

فما أصيب المسلمون بتلك الكوارث الفظيعة إلا حين كثرت الافتراضات والاستدراكات والتأويلات والتخريجات في العقائد والعبادات والمعاملات، وتضخمت المؤلفات بكثرة الافتراضات والقيود والشروط والتفريعات في المياه والطهارة وغيرها، مما بعدت به عن روح الدين ويسره وسماحته، فأصبح عند أكثرهم صناعة وحرفة وثوبًا يلبس عند الحاجة، ثم تلتمس له شتى الحيل في الخروج منه والبعد عنه؛ كحيل الربا بالعينة، ومنع الزكاة بهبة المال للزوج، ونحو ذلك كثير.

وعاد الإسلام غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس، ويصلحون عند فساد الناس، وصدق مالك بن أنس رضي الله عنه حين قال: ((والله لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها))، أصلح الله قلوبنا وأعملنا بالرجوع إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف في العلم والعقيدة والعمل، والحكم والقضاء والأخلاق والآداب.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان:
"ومن تلاعب الشيطان باليهود في حياة نبيهم، ما قصه الله تعالى في كتابه من قصة القتيل الذي قتلوه وتدافعوا فيه، حتى أمروا بذبح بقرة وضربه ببعضها، وفي هذه القصة أنواع من العبر؛ منها: الدلالة على نبوة موسى، وأنه رسول رب العالمين، ومنها: الدلالة على صحة ما اتفقت عليه الرسل من أولهم إلى خاتمهم من معاد الأبدان وقيام الموتى من قبورهم، ومنها: إثبات الفاعل المختار، وأنه عالم بكل شيء، قادر على كل شيء، عدل لا يجوز عليه الظلم والجور، حكيم لا يجوز عليه العبث، ومنها: إقامة أنواع الآيات والبراهين والحجج على عباده بالطرق المتنوعات، زيادة في هداية المهتدي، وإعذارًا وإنذارًا للضال، ومنها: أنه لا ينبغي مقابلة أمر الله بالتعنت وكثرة الأسئلة، بل يبادر بالامتثال، فإنهم لما أمروا بذبح بقرة، كان الواجب عليهم أن يبادروا إلى الامتثال بذبح أي بقرة اتفقت، فإن الأمر بذلك لا إجمال فيه ولا إشكال، بل هو بمنزلة قوله: "أعتق رقبة"، و"أطعم مسكينًا وصم يومًا"، ونحو ذلك، ولذلك غلط من احتج بالآية على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب، فإن الآية غنية عن البيان المنفصل بينة بنفسها، ولكن لما تعنتوا وشددوا، شدد عليهم، ومنها: أنه لا يجوز مقابلة أمر الله الذي لا يعلم المأمور به وجه الحكمة فيه بالإنكار، وذلك نوع من الكفر، فإن القوم لما قال لهم نبيهم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ [البقرة: 67] قابلوا هذا الأمر بقولهم: ﴿ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ﴾ [البقرة: 67]: فلما لم يعلموا وجه الحكمة في ارتباط هذا الأمر بما سألوه عنه، قالوا: أتتخذنا هزوًا؟ وهذا في غاية جهلهم بالله ورسوله، فإنه أخبرهم عن أمر الله لهم بذلك، ولم يكن هو الآمر به، ولو كان هو الآمر به، لم يجز لمن آمن بالرسول أن يقابل أمره بذلك، فلما قال لهم: ﴿ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [البقرة: 67]، وتيقنوا أن الله سبحانه أمره بذلك، أخذوا في التعنت بسؤاله عن عينها ولونها، فلما أخبروا عن ذلك، رجعوا إلى السؤال مرة ثالثة عن عينها، فلما تعينت لهم ولم يبق أشكال، وقفوا في الامتثال ولم يكادوا يفعلون.

ثم من أقبح جهلهم وظلمهم: قولهم لنبيهم: ﴿ الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ﴾ [البقرة: 71]، فإن أردوا بذلك أنك لم تأت بالحق قبل ذلك في أمر البقرة، فتلك رِدَّة وكفر ظاهر، وإن أردوا أنك الآن بيَّنت كل البيان التام في تعيين البقرة المأمور بذبحها، فذلك جهل ظاهر.

فإن البيان قد حصل بقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ [البقرة: 67]، فإنه لا إجمال في الأمر، ولا في الفعل، ولا في المذبوح، فقد جاء رسول الله بالحق من أول مرة.

ثم قال: ومنها: الإخبار عن قساوة قلوب هذه الأمة وغلظها، وعدم تمكن الإيمان فيها، ومنها: مقابلة الظالم الباغي بنقيض قصده شرعًا وقدرًا، فإن القاتل كان قصده ميراث المقتول، ودفع القتل عن نفسه، ففضحه الله تعالى وهتكه وحرَّمه ميراث المقتول، ومنها: أن بني إسرائيل فُتنوا بالبقرة مرتين من بين سائر الدواب، ففتنوا بعبادة العجل، وفتنوا بالأمر بذبح البقرة، والبقر من أبلد الحيوانات حتى ليضرب به المثل، والظاهر أن هذه القصة كانت بعد قصة العجل، ففي الأمر بذبح البقرة تنبيه على أن هذا النوع من الحيوان الذي لا يمتنع من الذبح والحرث والسقي، لا يصلح أن يكون إلهًا معبودًا من دون الله، وأنه إنما يصلح للذبح والسقي والعمل؛ ا هـ، باختصار.

ولا يزال اليهود مفتونين بالبقرة، فقد حكى السموءل بن يحيى في كتابه "بذل المجهود" أن في التوراة: "أن من مس عظمًا، أو وطئ قبرًا، أو حضر ميتًا عند موته، فإنه يصير من النجاسة في حال لا طهارة له منها إلا برماد البقرة التي كان الإمام الهاروني يحرقها.. إلخ".

ونسأل الله العافية مما ابتلى به هؤلاء الظالمين من قسوة القلب وغلظته، ونسأله سبحانه أن يمزج روح الدين بقلوبنا، ويجعلها رقيقة توجل وتطمئن لذكر الله، وتزداد إيمانًا بتلاوة واستماع آيات الله، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مجلة الهدي النبوي - المجلد الرابع - العدد 54 - 15 رمضان سنة 1359هـ


الالوكة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





jtsdv r,g hggi juhgn: (,Y` rhg l,sn gr,li Yk dHlv;l Hk j`fp,h frvm) lk Hksn Hr,gi hggi j`fp,h juhgn: jtsdv frvm) dHlv;l Yk




jtsdv r,g hggi juhgn: (,Y` rhg l,sn gr,li Yk dHlv;l Hk j`fp,h frvm) lk Hksn Hr,gi hggi j`fp,h juhgn: jtsdv frvm) dHlv;l Yk jtsdv r,g hggi juhgn: (,Y` rhg l,sn gr,li Yk dHlv;l Hk j`fp,h frvm) lk Hksn Hr,gi hggi j`fp,h juhgn: jtsdv frvm) dHlv;l Yk



 

رد مع اقتباس