حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عمر بن محمد بن جبير بن مطعم أن محمد بن جبير قال أخبرني جبير بن مطعم
أنه بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقفله من حنين فعلقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث جبير بن مطعم في مقفله صلى الله عليه وسلم من حنين , والغرض منه قوله في آخره " ثم لا تجدونني بخيلا ولا جبانا " وسيأتي شرحه في كتاب فرض الخمس . وعمر بن محمد بن جبير بن مطعم لم يرو عنه غير الزهري , وقد وثقه النسائي , وهذا مثال للرد على من زعم أن شرط البخاري أن لا يروي الحديث الذي يخرجه أقل من اثنين عن أقل من اثنين , فإن هذا الحديث ما رواه عن محمد بن جبير غير ولده عمر , ثم ما رواه عن عمر غير الزهري , هذا مع تفرد الزهري بالرواية عن عمر مطلقا , وقد سمع الزهري من محمد بن جبير أحاديث , وكأنه لم يسمع هذا منه فحمله عن ولده والله أعلم .
وقوله فيه " مقفله "
بفتح الميم , وسكون القاف وفتح الفاء وباللام يعني زمان رجوعه ,
وقوله فعلقت
بفتح العين وكسر اللام الخفيفة بعدها قاف , وفي رواية الكشميهني " فطفقت " وهو بوزنه ومعناه .
وقوله " اضطروه إلى سمرة "
أي ألجئوه وإلى شجرة من شجر البادية ذات شوك ,
وقوله " فخطفت "
بكسر الطاء ,
وقوله " العضاه "
بكسر المهملة بعدها معجمة خفيفة وفي آخره هاء هو شجر ذو شوك , يقرأ في الوصل وفي الوقف بالهاء ,
وقوله " نعم "
بفتح النون والعين كذا لأبي ذر بالرفع على أنه اسم كان . و " عدد " بالنصب خبر مقدم , ولغيره , " نعما " بالنصب إما على التمييز وإما على أنه الخبر وعدد هو الاسم , والله أعلم .