عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-2016   #7
الإدارة العليا


الصورة الرمزية محمد الجابر
محمد الجابر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1002
 تاريخ التسجيل :  31 - 10 - 2012
 أخر زيارة : منذ 19 ساعات (03:47 AM)
 المشاركات : 19,288 [ + ]
 التقييم :  1599
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 SMS ~

لوني المفضل : Crimson
رد: ظاهرة العنوسة وتأخر سن الزواج في المجتمع السعودي(محمد الجابر )



ثالثا: التعريف الاصطلاحي
في البداية أود أن الفت النظر في هذا التعريف إلى الخلط بين مفهوم العنوسة ومفهوم العزوبة، مما يؤدي إلى خلط في الإحصاءات والأرقام المعلنة. فيطلق البعض كلمة عانس على الرجل والمرأة، ويسير على هذا النحو القاموس المحيط الذي يطلق لفظ عانس على الجنسين معا. إما باقي النحاة، فيحصرون هذا اللفظ على المرأة دون الرجل. ومن خلال تفحصنا للتعاريف اللغوية يكون القصد من مصطلح العنوسة هو: بقاء الفتاة بعد بلوغها من غير زواج في بيت أهلها لفترة طويلة. أما الشاب الذي لم يتزوج فيطلق عليه أعزب أو عازب وهذا ما ذهب إليه الجوهري وغيره.
202 أسباب العنوسة
تختلف الأسباب وتتعدد العوامل التي تؤدي وتساعد على انتشار ظاهرة العنوسة، وتصب كلها في بوتقة البعد عن ديننا الحنيف، أو جهلنا لبعض أحكامه، أو سوء فهمنا للحكم وتوضحها لنا السنة الكريمة، فكلما زاد اقترابنا وتمسكنا بديننا الحنيف إيماناً وقولاً وفعلاً كان في ذلك النجاة من الوقوع في أزمات ومشكلات الحياة المعاصرة بتطوراتها السريعة والمتلاحقة.
إن التغلب على هذه المشكلة الخطيرة يتطلب معرفة أسبابها، التي تتفاوت ما بين سياسية و اقتصادية واجتماعية ونفسية. ولعل أهم الأسباب وراء ظاهرة العنوسة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ما يلي:
10202 المغالاة في المهور وتكاليف الزواج
فقد غالى كثير من أولياء الأمور بالمهور والتكاليف المصاحبة للزواج مما جعل المقدم على الزواج يعتقد انه سيكبل بالأغلال إذا ما أقدم على هذه الخطوة! و لو عقل هؤلاء ما غالوا في المهور، بل غالوا بالأكفاء بحثاً وتقديراً فهذا عمر رضي الله عنه يعرض حفصة على أبي بكر ليتزوجها، ثم على عثمان رضي الله عنهم أجمعين كانت حفصة من المهاجرات وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحث خنيس بن حذافة السهمي فلما تأيمت ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها إليه فلم يرجع إليه أبو بكر كلمة فغضب من ذلك عمر، ثم عرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عثمان ما أريد أن أتزوج اليوم. فانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكى إليه عثمان وأخبره بعرضه حفصة عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة، ثم خطبها رسول الله إلى عمر فتزوجها رسول الله. فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب فقال له: "لا تجد علي في نفسك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذكر لي حفصة فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لتزوجتها"[1][3] .
فهذا هو نهج السلف الصالح في انتقاء الأزواج، وحري بنا إن أردنا الفلاح أن ننتهج نهجهم وإلا سينطبق علينا قول الله تعالى:" وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ"[2][4].
و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها ولجمالها، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"[3][5].
و عن أبي العجفاء السلمي قال خطبنا عمر رحمه الله فقال ألا لا تغالوا في المهور، و في رواية بصدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشر أوقية[4][6].
لقد سار الصحابة والسلف الصالح على نهجه المبارك في تيسيره في أمور الزواج بل كان الرجل يعرض أحياناً ابنته للزواج من الأكفاء دون خجل، كما فعل عمر بن الخطاب مع ابنته حفصة – حين تأيمت- وعرضها على أبي بكر، وعثمان فسكتا ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، و هكذا كانت أمور الزواج سهلة وميسرة. و الإسلام وهو يؤسس لقاعدة الزواج، جعل المعيار الأساسي، هو دين الشخص وخلقه وأمانته، و شدد صلى الله عليه وسلم على ضرورة إتباع هذه الأسس، وعدم مخالفتها لتحقيق سعادة الفرد والمجتمع، وتحصيل السعادة الأخروية.
20202 العادات والتقاليد
و الأعراف السائدة في مجتمعاتنا العربية كابن العم لبنت العم، فبين رفض الفتاة و تعنت الوالد وإصراره على العرف مما يؤدي إلى تأخير زواج الفتاة. وهذا الأمر مخالف للشريعة والسنة النبوية فيقول حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن ، فقالوا يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال أن تسكت"[5][7].
فهذه العصبيات القبلية التقليدية من شأنها إعاقة الزواج وتأخيره، كأن نجد عائلة لا تتزوج إلا من عائلة معينة ، أو لا تزوج بناتها للغرباء عنها حفاظاً على شرف العائلة أو ميراثها أو حسبها وهذا يناقض قول رسولنا الكريم: " إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه"[6][8].
30202 دراسة المرأة
وللأسف كان لتعلم المرأة دور كبير في استفحال هذه الظاهرة فقد استفادت المرأة في كثير من الأحيان من الانفتاح في دفع مسيرتهن العلمية، في حين كانت أعباء كثير من الشباب ثقيلة لم تسمح لهم بمتابعة تعليمهم، الأمر الذي أدى إلى تفاوت كبير في المستوى التعليمي بين كثير من الشباب والفتاة، فأحجم الشاب عن الفتاة المتعلمة خوفاً من تعاليها عليه، ورفضت هي الاقتران بمن هو أقل منها خوفاً من اضطهاده لها والتعامل معها بعنف ليقتل فيها إحساسها بالتميز والتفوق.
40202 رغبة الفتاة و الشاب على إكمال تعليمهم
من العوامل التي تسهم في ظاهرة العنوسة رفض الفتاة للزواج لرغبتها في إكمال تعليمها. فديننا الحنيف لا يمنع أن تتعلم الفتاة لكن عليها أن تحسب عواقب رفضها للزواج. فلا يمنع الزواج أن تكمل تعليمها عليها أن تشترط على زوجها ذلك بعد الزواج فكم من فتاة وهي أم كانت على مقاعد الدراسة لكن عليها أن ترعى بيتها وتعليمها. فالمرأة إن لم تكن مؤدية لواجباتها الأسرية على أكمل وجه فهي غير ناجحة ولو كانت تحمل أعلى الشهادات. إن تعلم المرأة خلق عندها الطموح وجعلها نداً للرجل ولذلك تأخر عندها سن الزواج فبينما هي تفكر في عملها وطموحها وأهدافها ومستقبلها تكون الأيام قد مرت عليها وابتعد عنها قطار الزواج. فعندما تستقر وتبدأ بالتفكير تكون قد نسيت نفسها وابتعد عنها الشباب ليبحثوا عن فتاة اصغر.
50202 الزواج من الأجنبيات
فقد أصبح زواج المواطنين من أجنبيات سبباً آخر خطيراً وراء انتشار العنوسة. أضف إلى ذلك بعض العوامل التي ساعدت على استمرار تفاقم هذه الظاهرة، تمثلت في الانتشار الكبير لبدائل غير مشروعة مثل الزواج العرفي وزيادة إقبال الشباب على الانترنيت وهي طرق بديلة وخاطئة لجأ إليها كثير من الشباب للتخفيف من الشعور بالأزمة والرغبة في الارتباط بالجنس الآخر. فشروط الزواج من أجنبية هي أن تكون كتابية ومحصنة وإلا تكون هناك مضرة على المسلمات من هذا الزواج . فنحن نتكلم الآن عن عنوسة بناتنا وعندما تذهب وتتزوج أجنبية معناها أنك عطلت زواج إحدى بناتنا المسلمات، فلا يجوز أن يتزوج الشخص فتاة من أي ملة و يترك بنات بلاده، ولذلك سيدنا عمر لما سمع أن سيدنا حذيفة بن اليمان – وهو من خيار الصحابة- تزوج من يهودية فأرسل يطلب إليه أن يطلقها فبعث إليه سيدنا حذيفة يقول: يا أمير المزمنين أحرام هو؟ فقال لا، ولكن أخشى أن يكون في ذلك فتنة على نساء المسلمين " و في رواية أخرى، " أخشى أن تواقعوا المومسات منهن" يعنى لا تتحرى من شرط الإحصان فتتزوج واحدة لا تعلم هل هي محصنة أم لا، أيضاً من أخطر الأشياء الخطر على الذرية، الأولاد خصوصاً، فالأم هي التي تنشئ و تربي، فتربيهم على دينها وقيم قومها، و ينشأ هؤلاء بعيدين كل البعد عن الإسلام".
60202 البطالة وعدم توفر فرص العمل لدى كثير من الشباب
من معوقات الزواج وسبب تأخيره هو ارتفاع معدلات البطالة، ما يعني إغلاق باب الأمل أمام الشباب لبناء أسرة، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من العزوف القهري والإجباري عن الزواج، و من المؤسف أنه صاحب ذلك ارتفاع تكاليف الزواج، وتغير أنماط الاستهلاك وتحول الكماليات إلى ضروريات لا يجوز التنازل عنها، وأزمة السكن، فالمجتمعات التي تكثر فيها البطالة، يحلم الشباب المتعلم وغير المتعلم بإيجاد فرصة للعمل، ولذا يبقى الزواج من الأحلام غير المحققة وبعيدة المنال.
70202 طمع الآباء في أجور بناتهن
ومن أسباب تفشي العنوسة كذلك معارضة بعض الآباء في تزويج بناتهم الموظفات طمعاً في أموالهن، مع تبرير موقفهم بحجة واهية، ومن ذلك القول: (إنه لم يحدث نصيب)، فيؤدي الطمع والجشع لدى بعض الآباء في أجور بناتهم إلى تأخير فكرة الزواج، مما يؤدي إلى ضياع الفرص.
و يمكن جرد العديد من الأسباب المؤدية إلى العنوسة يمكن ذكرها فيما يلي على سبيل المثال لا الحصر:
- تعنت بعض الفتيات ورفضهن الزواج من الأشخاص الذين لا يقيمون معهن في منطقة قريبة من بيت الأسرة.
- الزواج بالترتيب: وهذا سبب من أسباب العنوسة في كثير من الأسر والبيوت، فهم لا يزوجون إلا بالترتيب، و هذا الأمر قد يؤدي بهن جميعاً إلى العنوسة.
- كثرة المشاكل العائلية بين الأبوين: فتنشأ الفتاة ولديها فكرة سيئة عن الزواج، فترفض الإقدام عليه خوفاً من الوقوع في نفس المشاكل.
- الاختلاط الفاسد والانحلال وفساد المجتمع: فيجد الشباب الطريق ميسوراً لإشباع شهواته وقضاء حاجاته
دون التزام أو قيد، فينتج عنه انعدام الثقة لدى الشباب، فيحجم الشاب عن الزواج.
- امتناع الحكومات عن معاونة الشباب الراغب في الزواج، من خلال تهيئة الظروف المساعدة على الحياة الكريمة في مختلف المجالات.
- الحروب التي يذهب ضحيتها الآلاف من الشباب: فتزيد نسبة الإناث على الذكور.
301 الآثار الناجمة عن ظاهرة العنوسة
إن ظاهرة العنوسة في المجتمع وعزوف كثير من الشباب عن الزواج له مضاره الخطيرة وعواقبه الوخيمة على الأمة بأسرها، سواء أكانت هذه الأخطار والآثار نفسية أم اقتصادية أم اجتماعية أم أخلاقية وسلوكية، لاسيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه أسباب الفتن، وتوفرت فيه السبل المنحرفة لقضاء الشهوة، فلا عاصم من الانزلاق في مهاوي الرذيلة والردى، والفساد الأخلاقي إلا بالتحصن بالزواج الشرعي، فالقضية إذن قضية أعراض و قضية فضيلة ورذيلة.
وأمام هذا التعدد والتنوع في الأسباب التي أفضت إلى تفشي هذه المشكلة فقد أفرزت العديد من الآثار التي تهدد المجتمع الإسلامي، وتؤثر في تماسكه. فقد جمعت هذه البلية أضرار ومخالفات دينية و دنيوية:
10302 آثار دينية
1- تعطيل مقصود الله في الخليقة
وهو استخلاف الناس في الأرض كما قال الله تعالى: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة"[7][9] أي يخلف بعضكم بعضا جيلاً بعد جيل ... وهذا الاستخلاف وتلك الوراثة لا تكون إلا بوجود النسل والذرية والتي بابها الحلال هو الزواج: فتعطيل الزواج مخالفة لمقصود الله ولمراده.
2- مخالفة أمر الشارع الحكيم
الذي أمر بتزويج الأبكار، وحث الشباب على المسارعة في الاعتصام بهذا الأمر المحبب إلى الشارع. فالوصول بالمرأة أو الرجل إلى هذا الحال فيه مخالفة لصريح القرآن وصحيح سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، إذ يقول الله تعالى في محكم تنزيله "وَأَنكِحُوا الأَيَمَى مِنكمْ وَ الصلِحِينَ مِنْ عِبَادِكمْ وَ إِمَائكمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَاللَّهُ وَسِعٌ عَلِيمٌ"[8][10]. والايم من الرجال: من لا زوجة له، ومن النساء من لا زوج لها.
وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فانه له وجاء"[9][11].
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام، وأعلم أني أموت في آخرها يوماً، ولي طول على النكاح لتزوجت مخافة الفتنة"[10][12].
و يقول الإمام أحمد "ليست العزوبة من أمر الإسلام في شيء، ومن دعاك إلى غير الزواج دعاك إلى غير الإسلام "[11][13].
و لذلك قال عمر لرجل لم يتزوج: "ما يمنع الرجل عن الزواج إلا عجز أو فجور"[12][14].
3- تقليل عدد المسلمين، ومخالفة أمر الرسول الأمين
فقد قال عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم"[13][15].
4- غلق أبواب الخير والأجر على العبد
أي أن الرجل والمرأة التي لم تتزوج يحرمان أجر التربية الحسنة للأولاد، ويحرمان أجر حسن المعاشرة، و حسن التبعل من المرأة لزوجها، فقد روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا للنبي: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: "أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به: أن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعرف صدقة ونهي عن منكر صدقة، و في بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله، آياتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر"[14][16]، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به الإنسان قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعرف. كما يحرمان من الولد الصالح الذي يبرهما في حياتهما، ويدعو لهما بعد موتهما، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له "[15][17].
5- إغلاق أبواب الرزق
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة حق على الله عونهم، المجاهد في سبيل الله، والناكح الذي يريد العفاف، والمكاتب الذي يريد الأداء،"[16][18].
20302آثار دنيوية
تخلف العنوسة آثاراً سيئة تظهر جلياً سواء على المرأة أو على الأسرة أو على المجتمع:
آثارها على المرأة و يمكن تقسيم آثار العنوسة السلبية على الفتاة إلى أربعة
§ الآثار النفسية
الشعور بالإحباط والحرمان: فقد جعل الله تعالى فطرة المرأة تميل إلى الالتقاء والأنس بشريك حياتها أسوة ببنات جنسها، وعدم ممارسة هذا الحق وحرمانها منه يؤدي إلى أصابتها بالإحباط وخيبة الأمل. فمن حق الفتاة أن تكون أماً، فهذه أمور فطرية، فالله سبحانه وتعالى أقام هذا الكون على ظاهرة الزوجية، أي الازدواج كما جاء في القرآن الكريم: "سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ"[17][19]، وأيضا في آية أخرى "وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"[18][20]، أي أن هناك ذكر وأنثى في الحيوان والإنسان وحتى النبات. فالإنسان لا يستطيع أن يعيش وحده، لذلك ربنا لما خلق آدم لم يدعه وحده فخلق له من نفسه زوجاً ليسكن إليها.
العدوانية: فالعانس تلقي باللائمة على رجال المجتمع الذين أعرضوا عنها، وتشعر بالغيرة من بنات جنسها المتزوجات، ولهذا تنظر للمجتمع نظرة حسد وحقد وكراهية تعبر عنها بسلوك عصبي وعدواني تجاه الأفراد.
العزلة والانطوائية: ملاحقة الأنظار للفتاة العانس، ومجاملتها بتمني زواجها وتفضيل العزلة أو مصاحبة من هم في مثل وضعها على المشاركة العامة في المجتمع.
حرمان الإشباع الفطري: أي العجز عن تلبية حاجات ونداءات الفطرة، فمشاعر الأمومة والحب الزوجي والجنس من صميم فطرة كل فتاة، فيها الرحمة والمودة والمتعة والسعادة، وعدم الزواج يحرم العانس من جميع الآثار الصحية للحياة الجنسية الشرعية والمتعة المباحة.
فقدان التوازن النفسي: حيث تصاب الفتاة بنوع من عدم التوازن في شخصيتها، و يظهر ذلك في سلوكها المتناقض في تعاملها مع الآخرين، وحتى وإن تزوجت في وقت متأخر فإنها تستمر في مشاعر الضيق والتبرم من المجتمع، بما في ذلك الزوج والذي يجب حسب اعتقادها، أنه لا يشعرها أبداً بالفضل والمنة عليها لأنه تزوجها.
§ مشكلة اختلال معايير الاختيار الزواجي
تتباين المعايير التي يتم بناءً عليها اختيار شريك الحياة وخاصة في الوقت الحالي ونتيجة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يتعرض لها الفرد داخل المجتمع، ومن هذه المعايير ما وضعه الله عز وجل في كتابه الكريم، وقد نرى كثيراً من الشباب يبعدون عن المعايير الدينية في اختيارشريك الحياة ولذلك أصبح هناك مشكلة، فهناك العديد من العوامل التي أدت إلى اختلال معايير الاختيار منها البعد عن تطبيق الشريعة الإسلامية في الزواج، وقد يكون للثقافة الغربية دور في اختلال معايير الاختيار الزواجي، وقد يكون وجود مفاهيم مختلفة لدى الشباب عن الأسرة والزواج.
ويكون لاختلال معايير الاختيار الزواج دور أساسي في حياة الفرد، لأنها تعد الخطوة الأولى التي تُبنَى بها الأسرة وبحسن الاختيار تستقر الأسرة، وبسوء الاختيار تكون الأسرة معرضة للانهيار ولذلك نجدها مشكلة كبيرة تواجه الشباب في الحيرة بين معايير الإسلام الأساسية للزواج وبين المعايير الوضعية، والذي يحدد درجة استقرار الشاب على المعايير هو التنشئة الاجتماعية السليمة التي من خلالها يستقي الشاب أفكاره ومفاهيمه الأساسية تجاه الزواج والأسرة.




[1][3] - صحيح البخاري كتاب النكاح باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير 5122

[2][4]- سورة الأنفال الآية 73

[3][5]- صحيح مسلم، كتاب الرضاع، باب: استحباب نكاح ذات الدين، 1460

[4][6]- سنن أبي داود، و صححه الألباني رحمه الله برقم 2106

[5][7]- صحيح مسلم، رقم: 1460، وصحيح البخاري، باب النكاح، رقم: 5090

[6][8]- أخرجه الترمذي كتاب النكاح 1084 وهو حديث حسن .

[7][9]- سورة البقرة، الآية: 30-31.

[8][10] - سورة النور – الآية 32

[9][11] - صحيح مسلم رقم الحديث: 4677 كتاب : النكاح، صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة، 1806.

[10][12] - المغني موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة دار إحياء التراث العربي سنة النشر: 1405هـ/ 1985م رقم الطبعة: الأولى

[11][13] - غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لمحمد بن أحمد بن سالم السفاريني سنة النشر: 1414هـ/ 1993م رقم الطبعة: ط2:

[12][14] - المستدرك على الصحيحين لأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري دار المعرفة سنة النشر: 1418هـ / 1998م

[13][15] - رواه أنس بن مالك، المصدر، فتح الباري، لابن حجر، الرقم: 1319

[14][16] - صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، رقم 1006.

[15][17] -صحيح مسلم، كتاب الوصية، باب وصول ثواب الصدقات إلى الميت، رقم: 1631.

[16][18] - المستدرك على الصحيحين لأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري دار المعرفة سنة النشر: 1418هـ / 1998م

[17][19] : سورة يسن – الآية 36

[18][20] : سورة الذاريات – الآية 49


 
 توقيع : محمد الجابر




رد مع اقتباس