عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2017   #6


هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2062
 تاريخ التسجيل :  25 - 08 - 2015
 أخر زيارة : 26-08-2019 (06:17 PM)
 المشاركات : 17,147 [ + ]
 التقييم :  159
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: أهمية التوحيد وثمراته





السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

🖊تابع أهمية التوحيد وثمراته :

7- التوحيد من أجله انقسم الناس إلى مؤمن وكافر وبينهما ولاء وبراء:

قال - تعالى -: ﴿ لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون ﴾ [المجادلة : 22]، "يقول - تعالى -: ﴿ لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾؛ أي: لا يجتمع هذا وهذا، فلا يكون العبد مؤمنًا بالله واليوم الآخر حقيقة، إلا كان عاملاً على مقتضى إيمانه ولوازمه، من محبة مَن قام بالإيمان وموالاته، وبغض مَن لم يقم به ومعاداته، ولو كان أقربَ الناس إليه، وهذا هو الإيمان على الحقيقة الذي وجدت ثمرته والمقصود منه، وأهل هذا الوصف هم الذين كتب الله في قلوبهم الإيمان؛ أي: رسمه وثبَّته، وغرسه غرسًا لا يتزلزل، ولا تؤثِّر فيه الشُّبَه والشكوك، وهم الذين قوَّاهم الله بروح منه؛ أي: بوحيه ومعرفته ومَدَدِه الإلهي، وإحسانه الرباني، وهم الذين لهم الحياة الطيبة في هذه الدار، ولهم جنَّات النعيم في دار القرار، التي فيها كل ما تشتهيه الأنفس وتلذُّ الأعين وتختار، ولهم أفضل النعيم وأكبره، وهو أن الله يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدًا، ويرضون عن ربهم بما يعطيهم من أنواع الكرامات، ووافر المَثُوبات، وجزيل الهبات، ورفيع الدرجات؛ بحيث لا يرون فوق ما أعطاهم مولاهم غاية، ولا وراءه نهاية، وأمَّا مَن يزعُم أنه يؤمن بالله واليوم الأخر، وهو مع ذلك موادٌّ لأعداء الله، محبٌّ لِمَن نبذ الإيمان وراء ظهره، فإن هذا إيمان زعميٌّ لا حقيقة له، فإن كان أمرٌ لا بُدَّ له من برهان يصدِّقه، فمجرَّد الدعوى لا تفيد شيئًا ولا يصدق صاحبها"[33].
﴿ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ ﴾ قال السدِّيُّ: نزلت في عبدالله بن عبدالله بن أُبَي، جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم - ماءً، فقال له: بالله يا رسول الله ما أبقيت من شرابك فضلة أسقيها أبي؛ لعل الله يطهر بها قلبه؟ فأفْضَلَ له فأتاه بها، فقال له عبدالله: ما هذا؟ فقال: هي فضلة من شراب النبي - صلى الله عليه وسلم - جئتُك بها تشربها؛ لعل الله يطهر قلبك بها، فقال له أبوه: فهلاَّ جئتني ببول أمِّك فإنَّه أطهر منها، فغضب وجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا رسول الله، أما أذنت لي في قتل أبي؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بل ترفق به، وتحسن إليه))، وقال ابن جريج: حُدِّثتُ أنَّ أبا قحافة سبَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فصكَّه أبو بكر ابنه صكَّةً فسقط منها على وجهه، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال: ((أَوَفَعَلْتَه؟ لا تعد إليه))، فقال: والذي بعثك بالحق نبيًّا لو كان السيف مِنِّي قريبًا لقتلته، وقال ابن مسعود: نزلت في أبي عبيدة بن الجرَّاح، قتل أباه عبدالله بن الجرَّاح يوم أُحُد، وقيل: يوم بدر، وكان الجرَّاح يتصدَّى لأبي عبيدة، وأبو عبيدة يحيد عنه، فلمَّا أكثر قصد إليه أبو عبيدة فقتله، فأنزل الله حين قتل أباه: ﴿ لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ الآية، قال الواقدي: كذلك يقول أهل الشام، ولقد سألت رجالاً من بني الحارث بن فهر فقالوا: توفي أبوه من قبل الإسلام، ﴿ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ ﴾؛ يعني: أبا بكر دعا ابنه عبدالله إلى البراز يوم بدر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((متِّعنا بنفسك يا أبا بكر، أما تعلم أنك عندي بمنزلة السمع والبصر))، ﴿ أَوْ إِخْوَانَهُمْ؛ ﴾ يعني: مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم بدر، ﴿ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾؛ يعني: عمر بن الخطاب قتل خاله العاصِ بنَ هشام بن المغيرة يوم بدر، وعلي وحمزة قَتَلا عتبة وشيبة والوليد يوم بدر، وقيل: إن الآية نزلت في حاطب بن أبي بَلْتَعَةَ، لمَّا كتب إلى أهل مكة بمسير النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح، على ما يأتي بيانه أوَّل سورة (الممتحنة) - إن شاء الله تعالى - بين أن الإيمان يفسد بموالاة الكفار وإن كانوا أقارب"[34].

﴿ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ﴾، أثبت التصديق في قلوبهم فهي موقنة مخلصة، وقيل: حكم لهم بالإيمان فذكر القلوب لأنها موضعه، ﴿ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ﴾ قوَّاهم بنصرٍ منه، قال الحسن: سمَّى نصرَه إيَّاهم روحًا؛ لأن أمرهم يحيا به، وقال السُّدِّي: يعني: بالإيمان، وقال الربيع: يعني: بالقرآن وحجته، كما قال: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ﴾ [الشورى: 52]، وقيل: برحمة منه، وقيل: أمدَّهم بجبريل - عليه السلام"[35].

وقال - سبحانه -: ﴿ لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 28]؛ "ومعنى ذلك: لا تتخذوا - أيُّها المؤمنون - الكفَّار ظهرًا وأنصارًا، توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلُّونهم على عوراتهم، فإنَّه مَن يفعل ذلك فليس من الله في شيء؛ يعني بذلك: فقد برئ من الله، وبرئ الله منه بارتداده عن دينه، ودخوله في الكفر؛ ﴿ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ﴾: إلا أن تكونوا في سلطانهم، فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم، وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مسلم بفعل"[36].

"فهذا نهيٌّ من الله وتحذير للمؤمنين أن يتَّخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، فإن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، والله وليُّهم، ومَن يفعل ذلك التولِّي فليس من الله في شيء؛ أي: فهو بريءٌ من الله، والله بريءٌ منه؛ كقوله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 51]، وقوله: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 51]؛ أي: إلاَّ أن تخافوا على أنفسكم في إبداء العداوة للكافرين فلكم في هذه الحال الرخصة في المسالمة والمهادنة، لا في التولِّي الذي هو محبَّة القلب الذي تتبعه النصرة ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾؛ أي: فخافوه واخشوه وقدِّموا خشيته على خشية الناس؛ فإنه هو الذي يتولَّى شؤون العباد، وقد أخذ بنواصيهم، وإليه يرجعون، وسيصيرون إليه فيجازي مَن قدَّم حقوقه ورجاءه على غيره بالثواب الجزيل، ويعاقب الكافرين ومَن تولاَّهم بالعذاب الوبيل".

🍀وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وجعلنا من أهل التوحيد الخالص .




 

رد مع اقتباس