مزامير, الشيطان
مزامير, الشيطان
قال العلامة ابن القيم-رحمة الله عليه-في كتابه [إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان] ما نصه: (ومن مكائد عدو الله ومصائده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة؛ ليصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن القرآن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال الفاسق من معشوقه غاية المنى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة وحسنه لها مكرًا وغرورًا، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه، فقبلت وحيه، واتخذت لأجله القرآن مهجورًا)... إلى أن قال-رحمه الله، ولقد أحسن القائل: تلي الكتاب فأطرقوا لا خيفة لكنه إطراق ساه لاهي وأتى الغناء، فكالحمير تناهقوا والله ما رقصوا لأجـل الله دف ومزمار ونغمة شادن فمتى رأيت عبـادة بملاهي ثقل الكتاب عليهم لما رأوا تقييده بأوامر ونواهي سمعوا له رعدا وبرقا إذ حوى زجرا وتخويفا بفعل مناهي ورأوه أعظم قاطع للنفس عن شهواتها، يا ذبحها المتناهي وأتى السماع موافقًا أغراضها فلأجل ذاك غدا عظيم الجاه أين المساعد للهوى من قاطع أسبابه، عند الجهول الساهي إن لم يكن خمر الجسوم فإنه خمر العقول مماثل ومضاهي فانظر إلى النشوان عند شرابه وانظر إلى النسوان عند ملاهي وانظر إلى تمزيق ذا أثوابه من بعد تمزيق الفؤاد اللاهي واحكم فأي الخمرتين أحق بالتـ حريم والتأثيـم عند الله وقال آخر: برئنا إلى الله من معشر بهم مرض من سماع الغنا وكم قلت: يا قوم أنتم على شفا جرف ما به من بنا شفا جرف تحته هوة إلى درك كم به من عنا وتكرار ذا النصح منا لهم لنعذر فيهم إلى ربـنا فلما استهانوا بتنبيهنا رجعنا إلى الله في أمرنا فعشنا على سنة المصطفى وماتوا على تنتنا، تنتنا ولم يزل أنصار الإسلام وأئمة الهدى، تصيح بهؤلاء من أقطار الأرض، وتحذر من سلوك سبيلهم واقتفاء آثارهم من جميع طوائف الملة). انتهى كلامه رحمه الله.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
l.hldv hgad'hk
l.hldv hgad'hk l.hldv hgad'hk