عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2015   #1


طالبة العلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1561
 تاريخ التسجيل :  20 - 06 - 2014
 أخر زيارة : 15-06-2023 (11:13 AM)
 المشاركات : 24,997 [ + ]
 التقييم :  17
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green
الإعانةُ على الشكر نعمةٌ تستوجبُ الشكر



السكر, الإعانةُ, تستوجبُ, على, نعمةٌ

السكر, الإعانةُ, تستوجبُ, على, نعمةٌ

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)الزمر،
الشكر من أجلِّ مقامات العبوديَّة لله عز وجل
خطاب من الله جل جلاله إلى حبيبه وصفيه محمد،صلى الله عليه وسلم،يأمره أن يعبده وحده لا شريك له،وأن يجعل محور عبوديته لربه،شكره على نعمه الدينية والدنيوية،
قال السعدي رحمه الله(أخلص له العبادة وحده لا شريك له،وكن من الشاكرين على توفيق الله،تعالى،فكما أنه يُشكر على النعم الدنيوية كصحة الجسم وعافيته وحصول الرزق وغير ذلك، كذلك يُشكر ويُثنى عليه بالنعم الدينية كالتوفيق للإخلاص والتقوى، بل نعم الدين هي النعم على الحقيقة،وفي تدبر أنها من الله،تعالى،والشكر لله عليها سلامةٌ من آفة العجب التي تعرض لكثير من العاملين بسبب جهلهم)
فهذا الخطاب من الله لنبيِّ الأمة، خطاب لكل فرد من أفرادها، قال ابن كثير(أي أخلص العبادةَ لله وحدَه لا شريك له،أنت ومن اتَّبعك وصدَّقك)فكان لزاماً على كلِّ مسلم أن يكونَ شكره ملازماً لعبوديته لربِّه، فمَن شكر الله كان عابداً له، ومن لم يشكره فليس من أهل عبادته، قال تعالى(وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)البقرة،
والخلقُ منقسمون إلى شاكر،وكافر،قال تعالى(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)الإنسان،
وقال(وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) النمل،
ولما كان مقامُ الشكر من أجلِّ مقامات العبوديَّة لله عز وجل، كانت غايةُ إبليس الكبرى في إغوائه بني آدم أن يُخرجهم من دائرة الشكر،قال،تعالى،مبيِّناً كيد الشيطان ومكرَه ودأبه في الإغواء وغايته،ليتَّخذه الناس عدوّاً ويحذروه(ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)الأعراف،
فما الشكر،وكيف يكون العبدُ شاكراً،قال الراغب الأصفهاني رحمه الله،
الشكر،تصوُّر النعمة وإظهارُها،
ويضاده الكفر،وهو،نسيان النعمة،
والشكر ثلاثة،شكر القلب،وشكر اللسان،وشكرُ الجوارح،قال ابن القيِّم رحمه الله(الشكر مبني على خمس قواعد،خضوع الشاكر للمشكور،وحبُّه له،واعترافه بنعمه،وثناؤه عليه بها،وألا يستعملَها فيما يكره)
وقال الغزالي رحمه الله(اعلم أن الشكر ينتظم من علم وحال وعمل، فالعلم معرفة النعمة من المنعم،
والحال هو الفرح الحاصل بإنعامه،
والعملُ هو القيامُ بما هو مقصود المنعم ومحبوبه)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(قلب شاكر،ولسان ذاكر،وزوجةٌ صالحة تُعينك على أمر دُنياكَ ودينك خير ما أكنز الناس)أخرجه الإمام أحمد،ومسلم،
وقد أمر الله نبيَّه بالشكر فقال(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث)الضحى،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال النبي صلى الله عليه وسلم(التحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر،ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير)رواه أحمد وأبو داود والترمذي،وحسنه الألباني،
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام(اللهمَّ اجعَلني لكَ شَكَّاراً)
وأما حالُه وهو سيِّد الشاكرين فقد وصفته أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها،فقالت،كان رسولُ الله،صلى الله عليه وسلم،إذا صلَّى قام حتى تفطَّر رجلاه، قالت عائشة،يا رسول الله،أتصنع هذا وقد غفر الله ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر،فقال(يا عائشةُ،أفلا أكونُ عبداً شكوراً)رواه البخاري،ومسلم،
ومن وصاياه ،عليه الصلاة والسلام،لمعاذ بن جبل رضي الله عنه(لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول،أَعِنِّي على ذِكرك وشكركَ وحُسن عبادتك)والشكرُ كما قال بعض العلماء نصف الإيمان، ورُويَ عن ابن مسعود،رضي الله عنه- أنه قال(الإيمانُ نصفُ صبر ونصف شكر)رواه مسلم،
قال ابن القيم رحمه الله(كل من الصبر والشكر داخل في حقيقة الآخر لا يمكن وجودُه إلا به،وإلا فحقيقةُ الشكر إنما يلتئم من الصبر والإرادة والفعل،فإن الشكرهو العمل بطاعة الله وترك معصيته،
والصبر أصل ذلك، فالصبر على الطاعة وعن المعصية عين الشكر، وإذا كان الصبرُ مأموراً به فأداؤه هو الشكر،
قال الغزالي رحمه الله(اعلم أن العبد لا يكون شاكراً لمولاه إلا إذا استعمل نعمته في محبته،أي فيما أحبَّه لعبده،
وأما إذا استعمل نعمته فيما كرهه،فقد كفر نعمته)
ثم إنهم إن عرفوا نعمةً ظنوا أن الشكرَ عليها أن يقول بلسانه،الحمد لله، والشكر لله،ولم يعرفوا أن معنى الشكر أن يستعمل النعمة التي أُريدت بها وهي،طاعةُ الله عز وجل،فلا يمنع من الشكر إلا غلبةُ الشهوة واستيلاءُ الشيطان،
ولا يزال العبد بخير ما تعرف نعمَ ربه واعترف بفضله عليه، وأقرَّ بافتقاره إليه، وكان على مراده جلَّ شأنُه في استعمالها فيما يُرضيه، وسواء في ذلك النعمُ الدينية والدنيوية،
وحريٌّ بالعبد إن وفَّقه الله إلى الشكر، أن يشكرَه على ذلك، فالإعانةُ على الشكر نعمةٌ تستوجبُ الشكر،ولا يزال العبد بمزيد من ربِّه ما كان شاكراً لأنعُمه(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)إبراهيم،

فاللهم أعنَّا على الشكر وأكرمنا بالمزيد حتى نلقاكَ وأنت راضٍ عنا في يوم المزيد، والحمد لله رب العالمين.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك



منتديات الحقلة

منتديات الحقلة: منتديات عامة اسلامية ثقافية ادبية شعر خواطر اخبارية رياضية ترفيهية صحية اسرية كل مايتعلق بالمرأة والرجل والطفل وتهتم باخبار قرى الحقلة والقرى المجاوره لها





hgYuhkmE ugn hga;v kulmR jsj,[fE hgs;v hgYuhkmE jsj,[fE ugn




hgYuhkmE ugn hga;v kulmR jsj,[fE hgs;v hgYuhkmE jsj,[fE ugn hgYuhkmE ugn hga;v kulmR jsj,[fE hgs;v hgYuhkmE jsj,[fE ugn



 

رد مع اقتباس