قررت أم غوشة أن يدخل بيتها (الديجيتال)
قال زوجها:أصدرت أوامرها ولم يكن أمامه إلا الإنصياع لهذه الأوامر. فمجرد رفض أي أمر لها
معناه النكد المستمر حتى يستجيب لهذا الأمر
قال أحيانا أواسي نفسي وأقول لماذا تسميها أوامر
كل زوجة من حقها الشرعي أن تطلب وكل زوج من واجبه أن يلبي هذه الطلبات
وإستمر وهو منفعل ويقول : قد يكون هذا الكلام صحيحا إذا كانت الطلبات معقولة
لكن عندمايكون الطلب ديجيتال فهذا معناه رفاهيةزيادة نحن في غنى عنها
كل أفراد أسرتنا ليس لديهم وقت لمتابعة برامج التلفزيون العادية فما بالك ببرامج الديجيتال
الأولاد يركضون وراء واجباتهم المدرسية
وأنا ألهث لإنهاء عملي بالأرض وعصر الزيتون. وإم غوشة التي أصدرت أوامرها
لا تجد الوقت الكافي لإطعام الأولاد والبقرات وفرز الزيتون عن العطون
قاطعته :كل جيراني عندهم لماذا لا نكون مثلهم
ألم تشاهد سطح منزلنا قد إمتلأ بالأطباق هز برأسه وهو يمج سكارته بشراهة
بعد عدة أيام ركب الدش على سطح المنزل وتعددت أجهزة الريموت كنترول في منزلهم
واحد للتلفزيون وتاني للفيديو وثالث للديكودر الخاص بالديجيتال ورابع وخامس
إنبهروا كل أفراد أسرتي بالإسبوع الأول الكل حاول متابعة البرامج من أجل المباهاة
أمام الجيران والسهر لآخر الليل
وبعد إسبوعين رجع كل شيء
إلى قواعده سالما الأولاد للدرس
وأنا ابو غوشة لم أتغير هذا شغلي وهاذا عملي
أما زوجتي أم غوشه التي أمرتني بإحضاره تلافيا لنكدها معي أصبحت تنام لبعد آذان الظهر
لأنها تسهر لمتابعة برامج الديجيتال
رفع يديه إلى السماء وتمتم : شكيتها إلى الله الذي لا يرد الشكوات
البقرات جاعوا وصوتهم ملأ الحاره شو بدي إحكي تا إحكي
وأنا كمان جوعان جوعان .