عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2019   #2
عضو اللجنة الادارية والفنية للمنتدى مستشـار مجلـس ادارة المنتـدى


ابو يحيى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 621
 تاريخ التسجيل :  19 - 01 - 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (01:21 AM)
 المشاركات : 210,290 [ + ]
 التقييم :  1210
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: محطات التطهير والتنقية من الذنوب



المحطة السادسة : فتنه القبر :

فتنة القبر هي مسألة القبر وهو: أن يسأل العبد في قبره {من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيقال له: نم قرير العين نومه العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، وأما الكافر أو المنافق فإنه يقول: هاه هاه لا أدري كنت أقول كما يقول الناس}

وكل شدائد القبر ظلمته ووحشته وسؤال الملكين يكفر الله بها من خطايا العبد المؤمن، والقبر فيه نعيم وعذاب وهذا العذاب قد يخفف عن صاحبه بتطهيره أو يرفع عنه بما يهدى إليه من أعمال من الأحياء ، وهذه هي المحطة التالية .
المحطة السابعة : هدايا الأحياء من الأعمال الصالحة :
إن من رحمة الله عز وجل على عباده أن أبقى باب الانتفاع للعبد حتى بعد موته ، سواء كان بسبب مباشر من الميت وظل أثره بعد موته ، أو بسبب إهداء الآخرين من الأحياء ثواب أعمال صالحة يفعلونها ثم يهدونها للميت ، أما بالنسبة لأعمال الميت التي ينتفع بها حتى بعد موته فقد جاءت بها نصوص كثيرة منها :

قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم
فهذه الأمور الثلاثة و أمثالها هي من ثمار عمل الإنسان ، وبالتالي لا ينقطع عنه أجرها و ثوابها حتى بعد وفاته ، فالصدقة الجارية : كأن يبني العبد مسجداً أو يساهم فيه ، أو يتصدق بصدقة يظل الناس يستفيدون منها ،أو كمن يحفر بئراً أو يزرع شجرة مثمرة أو سوى ذلك ، فما دام الناس يستفيدون من هذه الصدقة فالأجر لا ينقطع عن المتصدق حتى لو مات .
وكذلك الولد الصالح باعتبار أن الوالدين هما سبب وجوده فصلاته ودعاؤه ينفع الوالدين وهما في القبر ، وكذلك لو ورّث هذا الميت علماًًًًًًًً يستفيد الناس منه كأن يؤلف كتابا ، أو يكتشف اختراعا يعود صالحة للناس فأجره لفاعله حتى ولو بعد موته .
والميت ينتفع من الأحياء بالدعاء ،والصدقة والحج والعمرة ،وهنالك خلاف بين أهل العلم على حكم تلاوة القرآن ، قال ابن قدامة: ولا بأس بالقراءة عند القبر وقد روى عن أحمد أنه قال إذا دخلتم المقابر اقرؤوا آيــة الكرسي وثلاث مرات ” قل هو الله أحد ” ثم قل : اللهم إن فضله لأهل المقابر . وروى عنه أنه قال : القراءة عند القبر بدعة وروى ذلك عن هشيم : قال أبو بكر نقل ذلك عن أحمد جماعة ثم رجع رجوعا أبان به عن نفسه فروى جماعة أن أحمد نهى ضريرا أن يقرأ عند القبر وقال: إن القراءة عند القبر بدعة فقال له : محمد بن قدامة الجوهري : يا أبا عبد الله ما تقول في مبشر الحلبي ؟ قال : ثقة . قال : فأخبرني مبشر عن أبيه عبد الرحمن بن العلاء أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عنده بفاتحة البقرة وخاتمتها ، وقال : سمعت ابن عمر يوصي بذلك قال أحمد : فارجع فقل للرجل : يقرأ . وقال الخلال : حدثني أبو علي الحسن بـن الهيثم البزار شيخنا الثقة المأمون ، قال : رأيت أحمد بن حنبل يصلي خلف ضرير يقرأ على القبور .
وسئل ابن تيمية عن قراءة أهل الميت تصل إليه ؟ والتسبيح والتهليل والتكبير إذا أهداه إلى الميت يصل إليه ثوابها أم لا ؟
فأجاب : تصل إلى الميت قراءة أهله وتسبيحهم وتكبيرهم وسائر ذكرهم لله تعالى إذا أهدوه إلى الميت وصل إليه. والله أعلم . الفتاوى 24 / 324
محطات التنقية الأربع يوم القيامة :المحطة الثامنة : أهوال يوم القيامة :
في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا في يوم مقداره خمسون ألف سنة) والذي يزيد هذا الكرب شدة الوقوف والانتظار تحتَ لهيب الشمس التي اقتربت من رؤوس الخلائق قدر ميل حتى يغرق الناس في عرقهم فعن المقداد بن عمرو رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْعِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قِيدَ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ قَالَ سُلَيْمٌ لا أَدْرِي أَيُّ الْمِيلَيْنِ يَعْنِي أَمَسَافَةُ الأَرْضِ أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكَحَّلُ بِهِ الْعَيْنُ قَالَ فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ كَقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى حَقْوَيْهِ وَمِنْهُ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا قَالَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ يَقُولُ يُلْجِمُهُمْ إِلْجَامًا) الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الألباني.

وكل هذه الشدائد وغيرها لتكفير السيئات والتطهير لعصاة المؤمنين .
المحطة التاسعة :العرض والحساب :
تتطاير الصحف ويتفاوت العباد على قدر أعمالهم ،فمنهم من يدخل الجنة بغير حساب ومنهم يعرض على الله ويشدد عليه في الحساب كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نوقش الحساب عذب، قالت فقلت: أليس الله يقول: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً)؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إنما ذلك العرض، وليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك)

والمعنى: أن مجرد العرض على الله فيه مشقة وتشديد ، ولكنه سبحانه يعفو ويصفح، فيحاسب الله الخلائق، ويخلو بعبده المؤمن، فيقرره بذنوبه كما في الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (إن الله يدني منه عبده المؤمن فيضع عليه كنفه، ويحاسبه فيما بينه وبينه، ويقرره بذنوبه فيقول: ألم تفعل كذا يوم كذا؟ ألم تفعل كذا يوم كذا؟ حتى إذا قرره بذنوبه وأيقن أنه قد هلك قال له: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم) خرجاه في الصحيحين.
وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت النبي يقول :”ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة “.المحطة العاشرة : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
والشفاعة: هي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم، وعرّفها بعضهم بقوله: هي طلب الخير للغير، وهي ثابتة تواترت الأدلة في إثباتها، ومنها:

ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجّل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا)
وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أنا أول شافع وأول مشفع)
وقوله صلى الله عليه وسلم: (شفاعتى لأهل الكبائر من أمتى) . رواه الترمذي وصححه الألباني
المحطة الحادية عشر والأخيرة : عفو الله عز وجل :
رغم كل هذه المحطات التي مررنا بها للتنقية إلا أن هناك من سيسقط من على الصراط في النار … لإن كل هذه المحطات لم تف بتمحيصه فلا بد له من دخول النار رحمة في حقه ليتخلص ويتمحص ويتطهر في النار فتكون النار طهرة له وتمحيصا لخبثه ويكون مكثه فيها على حسب كثرة الخبث وقلته وشدته وضعفه وتراكمه فإذا خرج خبثه وصفى ذهبه وصار خالصا طيبا أخرج من النار وأدخل الجنة بعفو الله له وهذه هي المحطة الأخيرة .
عفو الله عز وجل :
ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري أنه صلى الله عليه وسلم قال :

( … ثم يضرب الجسر على جهنم ، وتحل الشفاعة ، ويقولون : اللهم ! سلم سلم .
قيل : يا رسول الله ! وما الجسر ؟
قال ” دحض مزلة ؛ فيه خطاطيف وكلاليب وحسك ، تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان ، فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاود الخيل والركاب ، فناج مسلم ، ومخدوش مرسل ، ومكدوس في نار جهنم ، حتى إذا خلص المؤمنين من النار ، فوالذي نفسي بيده ! ما منكم من أحد بأشد منا شدة لله ، في استقصاء الحق ، من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار ، يقولون : ربنا ! كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون .
فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم
فتحرم صورهم على النار ، فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه .
ثم يقولون : ربنا ! ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به .
فيقول : ارجعوا ، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه . فيخرجون خلقا كثيرا .
ثم يقولون : ربنا ! لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا .
ثم يقول : ارجعوا ؛ فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه ؛ فيخرجون خلقا كثيرا
ثم يقولون : ربنا ! لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا .
ثم يقول : ارجعوا . فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه . فيخرجون خلقا كثيرا .
ثم يقولون : ربنا ! لم نذر فيها خيرا ” .
وكان أبو سعيد الخدري يقول : إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم : { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما } [ 4 / النساء / الآية – 4 ] “
فيقول الله عز وجل : شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ، ولم يبق إلا أرحم الراحمين ، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط ، قد عادوا حمما ، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة ، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ، ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ، ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر . وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض ؟ ” فقالوا : يا رسول الله ! كأنك كنت ترعى بالبادية . قال ” فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم . يعرفهم أهل الجنة . هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه .
ثم يقول : ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم . فيقولون : ربنا ! أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين . فيقول : لكم عندي أفضل من هذا . فيقولون : يا ربنا ! أي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول : رضاي . فلا أسخط عليكم بعده أبدا “رواه مسلم

تعليق: نمتلك في أيدينا ثلاث محطات مما سبق … التوبة و الاستغفار و حسنات يذهبن السيئات …. فلنكثر من التوبة ومن الاستغفار ومن عمل الحسناتونسأل الله أن يجعلنا من التوابين المتطهرين اللهم آمين.


 

رد مع اقتباس