منتديات الحقلة

منتديات الحقلة (http://www.alhaqlah.com/index.php)
-   منتدى القرآن الكريم والتفسير (http://www.alhaqlah.com/forumdisplay.php?f=89)
-   -   معنى قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُ (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=124900)

طالبة العلم 04-10-2019 11:37 AM

معنى قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُ
 
معنى قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ

وبيان خلاف المفسرين في السبع الأرضين


قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12].

قال المفسرون: أي: الله وحده الذي أوجد من العدم بقدرته التامة سبع سماوات بعضها فوق بعض، وخلق من الأرض مثل عدد السماوات سبع أرضين، بكيفية لا يعلمها إلا الله، يتنزل وحي الله إلى أنبيائه، وحكمه الشرعي وتدبيره الكوني لخلقه بين السماء السابعة وبين الأرض، فيشرع الشرائع، وينزل الكتب على الأنبياء، ويقدر في خلقه ما يشاء، فيحيي ويميت، وينزل المطر، ويخرج النبات، ويأتي بالليل والنهار، والشتاء والصيف، ويخلق الحيوان على اختلاف أنواعها، وينقل خلقه من حال إلى حال، أخبركم الله بخلقه السماوات والأرض وتدبيره جميع خلقه كي تعلموا أيها الناس أن الله على فعل كل شيء يريده قادر، وأن الله قد أحاط علمه بكل شيء من الموجودات، فتعلموا كمال علمه وقدرته وعظمته، فتعبدوه وحده، وتخافوا عقوبته.

يُنظر: تفسير ابن جرير، (23/ 77، 81، 82)، الكشف والبيان، للثعلبي (9/ 342)، النكت والعيون، للماوردي (6/ 36)، الوسيط، للواحدي (4/ 316)، الكشاف، للزمخشري (4/ 561)، تفسير ابن عطية (5/ 328)، تفسير القرطبي (18/ 176)، تفسير البيضاوي (5/ 223)، الجواب الصحيح، لابن تيمية (1/ 429)، تفسير ابن كثير (8/ 156)، نظم الدرر، للبقاعي (20/ 172)، تفسير السعدي، ص: (872)، التحرير والتنوير، لابن عاشور (28/ 341، 342)، تتمة أضواء البيان، لعطية سالم (8/ 217).

آيات قرآنية تتعلق بتفسير هذه الآية:
1- قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ﴾ [البقرة: 29].

2- قال سبحانه: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ﴾ [يونس: 3].

3- قال سبحانه وتعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ﴾ [الإسراء: 44].

4- قال عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ ﴾ [المؤمنون: 17].

5- قال جل شأنه: ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾ [السجدة: 5].

6- قال جل وعز: ﴿ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ [فصلت: 12].

7- قال جل جلاله: ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴾ [الملك: 3].

8- قال تبارك وتعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴾ [نوح: 15].

أحاديث وآثار تتعلق بتفسير هذه الآية:
1- عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أُسري به، فذكر حديث الإسراء والمعراج الطويل، وفيه: ((... فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا فيها آدم، فقال: هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية، فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت، فردَّا ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يوسف، قال: هذا يوسف فسلم عليه، فسلمت عليه، فردَّ ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوَ قَدْ أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إلى إدريس، قال: هذا إدريس فسلم عليه، فسلمت عليه، فردَّ ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا هارون، قال: هذا هارون فسلم عليه، فسلمت عليه، فردَّ ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: من معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قال: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا موسى، قال: هذا موسى فسلم عليه، فسلمت عليه، فردَّ ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، فلما تجاوزتُ بكى، قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي؛ لأن غلامًا بُعِث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي، ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بُعِث إليه؟ قال: نعم، قال: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا إبراهيم، قال: هذا أبوك فسلم عليه، قال: فسلمت عليه فردَّ السلام، قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم رُفِعت إليَّ سدرة المنتهى))؛ رواه البخاري (3887) واللفظ له، ومسلم (164).

2- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ظلم قِيدَ شبر من الأرض، طُوِّقه من سبع أرضين))؛ رواه البخاري (2453)، ومسلم (1612).

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يأخذ أحد شبرًا من الأرض بغير حقه، إلا طَوَّقه الله إلى سبع أرضين يوم القيامة))؛ رواه مسلم (1611).

4- عن صهيب رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرَ قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الرياح وما ذرين، ورب الشياطين وما أضللن، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها، وشر ما فيها))؛ رواه النسائي في الكبرى (8775)، وابن خزيمة في صحيحه (2565)، وابن حبان في صحيحه (2709)، والحاكم في المستدرك (2488)، وصححه ووافَقه الذهبي، وصححه الألباني، وحسنه الأرنؤوط.

3- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((ما بين كل سماء إلى أخرى مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله على العرش، ويعلم أعمالكم))؛ رواه ابن خزيمة في "كتاب التوحيد" (1/ 242)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8987)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (2/ 565)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (851)، وغيرهم، بإسناد حسن.

4- عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ﴿ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ﴾ قال: "لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم، وكفركم تكذيبكم بها"؛ رواه ابن جرير في تفسيره (23/ 78)، وإسناده على شرط مسلم.

من أقوال بعض المفسرين والعلماء في هذه الآية:
1- قال ابن عادل: "لا خلاف في أن السماوات سبع، بعضها فوق بعض، بدليل حديث الإسراء وغيره"؛ تفسير ابن عادل، (19/ 180)، ويُنظر: تفسير ابن عطية، (5/ 327).

2- قال السمعاني: "ليس في القرآن آية تدل على عدد الأرضين بسبع مثل عدد السماوات سوى هذه الآية"؛ تفسير السمعاني، (5/ 468).

3- قال الإيجي: "أخبر عن عظيم سلطانه؛ ليكون باعثًا على تعظيم ما شرع"؛ تفسير الإيجي، (4/ 330).

4- قال ابن رجب: "الله تعالى خلق الخلق، وأوجدهم لعبادته الجامعة لخشيته ورجائه ومحبته؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وإنما يُعبد الله سبحانه بعد العلم به ومعرفته، فبذلك خلق السماوات والأرض وما فيهما؛ للاستدلال بهما على توحيده وعظمته"؛ مجموع رسائل ابن رجب، (3/ 292)، ويُنظر: مفتاح دار السعادة، لابن القيم (1/ 178).

خلاف المفسرين في معنى قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ﴾:
ذهب جمهور المفسرين - كما نقله عنهم القرطبي - إلى أنها سبع أرضون طباقًا بعضها فوق بعض، بين كل أرض وأرض مسافة كما بين كل سماء وسماء، ورجحه القرطبي وابن كثير والشوكاني؛ [يُنظر: تفسير القرطبي، (18/ 174، 175)، البداية والنهاية لابن كثير، (1/ 39)، تفسير الشوكاني، (5/ 295).

وروي عن الضحاك - كما نقله عنه القرطبي - أنها سبع أرضون مطبقة بعضها على بعض من غير فتوق، بخلاف السماوات؛ [يُنظر: تفسير القرطبي، (18/ 175)، قلت: لم أجد قول الضحاك مسندًا].

وذهب بيان الحق النيسابوري والرازي إلى أنها سبعة أقاليم على وجه الأرض، وردَّه ابن كثير؛لمخالفته لظاهر الآية والأحاديث الصحيحة؛ [يُنظر: إيجاز البيان، لبيان الحق (2/ 821)، تفسير الرازي، (30/ 566)، البداية والنهاية لابن كثير، (1/ 42)].

هذا ما انتهى إليه علمنا، وفوق كل ذي علم عليمٌ، والله أعلم، وسبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.






الألوكة

السموه 05-10-2019 03:09 AM

رد: معنى قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْ
 
جزاك الله خير ويعطيك العافيه

ابو يحيى 05-10-2019 08:06 PM

رد: معنى قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْ
 
جزاك الله خير الجزاء
وجعله فى ميزان حسناتك
رائع ماقرأت هنا


الساعة الآن 03:25 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant