منتديات الحقلة

منتديات الحقلة (http://www.alhaqlah.com/index.php)
-   المنتدى العام (http://www.alhaqlah.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=122513)

ッ ѕмιℓє 29-07-2018 03:06 PM

قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك
 
قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك


من أكثر العبارات سَماعًا هذه الأيام: "ادعُ لي؛ فأنا في كَرْبٍ شديد"، ولا يكاد يخلو فردٌ من مشكلةٍ أو شُعُورٍ بحُزْنٍ أو ظُلْمٍ أو قَهْرٍ.

إن بعض ما نواجِهُه من مشكلات هي بالفعل حقيقيةٌ، وقد لا يكون للإنسان دَخْلٌ فيها؛ وإنما هي ابتلاءٌ واختبارٌ، أو عقوبةٌ بسبب الذنوب؛ كظالمٍ سُلِّطَ عليكَ، أو زوجٍ فظٍّ غليظ القلب، أو ابنٍ عاقٍّ، أو أخٍ متسلِّطٍ أو أبٍ قاسٍ، أو زوجةٍ سيئة الخُلُق أو غيره، وإذا كُنَّا لا نستطيع أن نُغيِّرَ الواقِعَ، فإنَّ بأيدينا أن نُقرِّرَ كيف سنعيشه.



كثيرًا ما تكمُن المشكلة الحقيقية في طريقة تفكيرنا، أو نظرتنا للأمور بعدم إنصاف، أو اختيارنا أن نعيش دور الضحيَّة، نبكي ونحزن، ونُعلِن الصَّبْر على البلاء، وأنَّ نصْرَ الله قريبٌ، ونعيش أمَلًا في حصول الفَرَج، ونظَلُّ في تعاسةٍ؛ بل نُتعِس كُلَّ مَنْ حولَنا معنا، ولو نظرنا نظرةَ مُنصِفٍ لوجدنا أن منبع الخطأ هو نحن، ومع ذلك نتَّهِمُ كُلَّ مَنْ حاول تنبيهنا بأبشع الاتِّهامات.



نسمع ونرى مَنْ تبكي حُرْقةً على حالها وابتلائها في زوجها، وكيف أنها تعيش في تعاسةٍ وقَهْرٍ، وأنها تنتظر الأجْرَ والثوابَ من الله على صَبْرِها - وهي تشعُر بذلك فِعْلًا ولا تَتَصَنَّعُه - فإذا نظرنا إلى طريقة تعامُلِها مع زوجِها، وتسلُّطها عليه، ورغبتها في إلغاء شخصيته؛ لتكون هي الآمر الناهي، لتَحَسَّرْنا على حال هذا الزوج المسكين، والعكس أيضًا موجود.



أو نسمع عن تصرُّفات حماة أو زوجة ابن أو أخت زوج، وتَدَخُلِهِنَّ في حياة مَنْ حولهن، وجَعْلِ حياتهم جحيمًا، معتبرين أنَّ تدخُلَهُنَّ هذا هو حقٌّ مكتسَبٌ، وأحيانًا يَرَيْنَه ضرورةً لكَسْرِ جماحِ زوجةِ الابن أو زوجة الأخ، أو زوج الابنة، ورفْض الشخص المعنيِّ لهذا التدخُّل، ومطالبته بحقوقه وحريَّتِه - ولو بلُطْفٍ - يجعله في موضِع الاتِّهام والشكوى الدائمة منه، والتفكير الدائم في كيفية التعامُل معه، ووضعه عند حدوده، وإجباره على الانصياع لأوامرهنَّ.



ونادرًا ما نسمَع الموقِفَ من طرفين مُتنازعين فتتطابق الحكاية؛ لأن كل طرف يتحدَّث من وجهة نظره هو، أو يذكر من الأحداث ما يشهَد لها، ويترك ما يُسيء إليه، وقد يكون كلاهما مُصِيبًا، ولكنه ينظُر إلى الأمور من زاوية مختلفة، ولو جُمِعَت الصورتان معًا وتفهَّمْنا وجهة النَّظَر الأخرى، وقرَّبنا المسافات - لانتهَتِ المشكلة، وعِشْنا في سعادة.



وكثيرًا ما يكون تركيزُنا على ردِّ الفعل، وننسى أو نتناسى الفعل نفسَه؛ تسمَع مَنْ تشتكي وتقول: زوجي ضربني وأهانني، ولا بُدَّ من الطلاق، ولن أتنازل عنه، فإذا سألتها: لماذا ضربَكِ؟ لقالت: تكلَّمْت بالسُّوء عن والدته، وكأنَّ من المفترض أن يسمَع إهانةَ والدتِه، فيسكُت! كلاهما أخطأ التصرُّفَ، فلماذا التركيز على ردِّ الفعل فقط؟!



نتعاطَف ونبني الأحكام وردود الأفعال تبعًا للأذى الذي نراه قد انطبَع داخلنا، أو نراه قد أصاب من نُحِبُّ، نسمَع من طرفٍ واحدٍ، ونتعاطَف؛ لأن له عينًا قد فُقِئَتْ، ولو سمِعنا من الطرف الآخر، ورأينا ما أصابَه، لرأينا عينيه الاثنتين قد فُقِئتا، قد تكون طُعِنْتَ منه مرةً، ولكنك طعنتَه مراتٍ ومراتٍ.



وكثيرٌ من المشكلات حَلُّها سَهْلٌ وبسيطٌ، تحتاج فقط إلى مجرد فَهْم شخصية الزوج أو الزوجة، أو الأخ أو المدير، أو مَنْ أتعامَلُ معه، والتعرُّف على مِفتاحِها، والبُعْد عن الخُطوط الحمراء التي تُثيرُها، وبذلك تنتهي المشكلة.



ولكن يوسوس الشيطان: لماذا أتنازل أنا؟! لماذا لا يكون الطَّرَف الآخر هو مَنْ يفهَم شخصيَّتي ويُغيِّر من نفسه؟! ونعيش في جحيمٍ لِكِبْرٍ داخل نفوسِنا.



ومشاكل أخرى بسبب سوء الظَّنِّ، أو فلسفة الأمور البسيطة، فأقول في نفسي: لا بُدَّ أنَّ ما يقصده كذا وكذا، وما دام قد فَعَل ذلك، فالخطوة التي تليها أن يفعَل كذا، وتكبر الفكرة وأُصدِّقها، وتتحوَّل إلى يقين، وأبني حُكْمي وتعامُلاتي وردود أفعالي على أوهام - لم تخطُر على بال أحد غيري - فلماذا أُلْقي نفسي في هذا الجحيم، وأُحرِقُ نفسي بنار سوء الظَّنِّ، وأظْلِم مَنْ حولي؟! لا تخلط بين الفِطْنةِ وسُوءِ الظَّنِّ!



اجترار الذكريات المؤلمة، والعيش في مرارة الماضي والحاضر، تَمنعُكَ من رؤية تعويض الله لك، والإحساس بما أنعَم به عليك، وما هيَّأه لك من أسباب السعادة.



يحصُل ابتلاء معين من تأخُّر زواج أو تأخُّر إنجاب، أو طلاق، أو وفاة عزيز، أو غيرها من الابتلاءات؛ فتتوقَّف الحياة، ويعيش أسيرًا للحُزْن، وينسى نِعَمَ الله، ولا يرى ما في المِحَنِ من مِنَح، ولا يحاول أن يجد بديلًا أو يُشغِل وقتَه بما يَفِيد.



قد يشعُر بالوَحدة والوَحْشة، ويشكُو من ابتعاد الناس وتخلِّيهم عنه، وفي الواقع فإن تصرُّفاته وأسلوبه وطريقة معاملته وكلامه، هو السبب في بُعْدِ الناس عنه.



وبعد كل هذا يشعُر أنه هو وحدَه على صواب، وكل مَنْ حوله من الناصحين له أو المنتقدين لحاله، لا يشعُرون بألَمِه ومعاناته، ولا يتعاطفون معه، ويضيف على حزنه وألَمِه آلامًا وأحزانًا.



في أي مشكلة تواجِهُكَ اترُك البابَ مفتُوحًا للتفكير، ومحاسبة النفس؛ لعلَّك أخطأت أو أن غضبَكَ أصاب عينيك بغشاوة جعلتْكَ لا تستطيع وزْنَ الأمور بشكلٍ صحيحٍ وإنصاف.



واقبَلِ النصيحة؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم - وهو المعصوم - كان يستشير زوجاته وأصحابه، ويأخُذ برأيهم.

قبل أن تَحكُم على نفسِكَ، وعلى مَن يحبُّك بالتعاسة، لا بُدَّ مِن وقفة مع النَّفْس، راجِع فيها أفعالَكَ وأخْلاقَكَ، وزِنْها بميزان الشَّرْع، عامِلِ الناس كما تُحِبُّ أن يعاملوكَ، وبما يُرضِي الله؛ لا بما يُرضِي هواكَ، التمِس الأعذار، ولا تحكُم قبلَ أن تسمَع من الطرفينِ.



لا تكن أكبرَ عدوٍّ لنفسِكَ، ولا أكثر مَنْ يُصيبُها بالأذى والتعاسة، ابحَثْ عن السعادة، فهي حولَكَ في كلِّ مكان، وستجِدُها بسهولةٍ إذا التزمْتَ بمنهج الله.



قد يكون كلَّ ما تحتاج إليه بعضُ التغيير بداخِلِكَ؛ فالجميع يُفكِّر في تغيير العالم، ولكن لا أحد يُفكِّر في تغيير نفسه.

السموه 29-07-2018 06:24 PM

رد: قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك
 
لابد للانسان ان يهدا ليركز اثناء المشاكل
لكي يعي الاسباب ويتوصل للحل او يقتبس الحل من نصح العقال حوله
طرح قييم ويعطيك العافيه .

ッ ѕмιℓє 30-07-2018 09:06 PM

رد: قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك
 
مرور كريم
يسلموووو
الف شكر

أنشودة الأمل 13-08-2018 02:11 AM

رد: قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك
 



عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]







اشكرك على طرحك القيم
لاحرمنا ربي من عطائك

كنت هنا وراق لي موضوعك وجاز لي مضمونه
بوركت جهودك المميزة
لك مني ارق التحايا والاعجاب بما قدمت


تقـديري وآحترآمي لشخصك
أنشــودة الأمــل ~




عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]




ッ ѕмιℓє 13-08-2018 09:18 AM

رد: قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك
 
يسلمووو للمرور الكريم
ودي

mimi 15-08-2018 12:41 AM

رد: قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك
 
موضوع رائع ألف شكر على المشاركة

ッ ѕмιℓє 16-08-2018 06:46 PM

رد: قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك
 
الف شكر للحضور الراقي
ودي

ابو يحيى 23-08-2018 05:30 PM

رد: قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك
 
الله يعطيك العافية
شكرا على مجهودك الرائع
تسلم الايادي
دمت بخير

ッ ѕмιℓє 25-08-2018 08:07 PM

رد: قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك
 
يسلمووو للمرور الكريم
ودي

أسماء 06-09-2018 04:18 AM

رد: قد تكون أنت أكبر مشكلة في حياتك
 
رائع ماطرحتِ

الف شكر لكِ


الساعة الآن 01:16 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant