منتديات الحقلة

منتديات الحقلة (http://www.alhaqlah.com/index.php)
-   منتدى القرآن الكريم والتفسير (http://www.alhaqlah.com/forumdisplay.php?f=89)
-   -   تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾ (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=124823)

طالبة العلم 04-09-2019 11:26 AM

تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾
 
تفسير قوله تعالى:

﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ

قال تعالى: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 31 - 35].

المناسبة:
بعد أن بيَّن حال الكفار عند النفخ في الصور، وما يلاقونه من أهوالٍ عظامٍ يشيب لها الولدان، شَرَع في بيانِ حالِ المؤمنين، وما يلاقونه من السلام والتكريم، وإنما بدأ بأحوال الكفار؛ لأن المقام للتخويف والتهويل.

القراءة:
قرأ الجمهور (توعدون) بالتاء، وقرئ بالياء أيضًا.

المفردات:
(أزلفت) قربت، (للمتقين) للمتخذين لأنفسهم وقاية باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.

(أواب) رجاع إلى الله، (حفيظ) صائن لحدود الله، (خشي) خاف، (الرحمن) المتصف بالرحمة الواسعة، (بالغيب)؛ أي: في الخلوة حيث لا يراه أحد، أو خافه ولم يره، (منيب) مقبل على طاعة الله، (بسلام)؛ أي: مسلمين أو مسلمًا عليكم من الله وملائكته، أو سالمين من العذاب، (الخلود) الدوام في الجنة، (يشاؤون) يريدون ويطلبون، (مزيد) زيادة، قال أنس وجابر: هي النظر إلى وجه الله الكريم.

التراكيب:
قوله: (وأزلفت الجنة للمتقين) عطف على (نفخ)، وقوله: (غير بعيد) صفة لموصوف محذوف أي: إزلافًا غير بعيد، وإنما جاء بقوله: (غير بعيد) للتأكيد من باب قولهم: (هو قريب غير بعيد، وعزيز غير ذليل)، والإشارة بقوله: (هذا) إلى نعيم الجنة، وقوله: (ما توعدون) بالتاء على الالتفات إلى الخطاب لكمال العناية بهم، وقوله: (لكل أواب حفيظ) بدل من قوله: (للمتقين) بإعادة الجار، وعليه فقوله: (هذا ما توعدون) اعتراض، (ومَن) في قوله: (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب) بدل من كل، بعد اعتبار كون (كل) بدلًا من المتقين، قالوا: ولا يصح أن يكون بدلًا من المتقين؛ لأن تَكَرُّرَ البدلِ مع كون المبدل منه واحدًا لا يجوز، ويصحُّ أن يكون (من) خبرًا لمبتدأ محذوف أي: (هم من خشي الرحمن) أو مبتدأ خبره (ادخلوها بسلام) بتأويل يقال لهم، والجمع باعتبار معنى من، وقوله: (بالغيب) حال من المفعول أي: خشيه، وهو غائب عن بصره ولم يره، ويجوز أن يكون حالًا من الفاعل أي: خشي الرحمن في خلوته، والتعرض لعنوان الرحمانية للثناء على الخاشي؛ إذ علم أنه رحمن، ومع هذا لا يصده ذلك عن خشيته تعالى، وإنما وصف القلب بالإنابة؛ لأنه العمدة في اعتبار الرجوع إلى الله تعالى.

وقوله: (بسلام) حال من فاعل (ادخلوها)، والإشارة في قوله: (ذلك يوم الخلود) إلى الزمان المفهوم من (ادخلوها)، فإن الفعل كما يدل على الحدث، يدل على الزمن أي يوم الخلود، وهذا معادل لقوله في الكفار: (ذلك يوم الوعيد) فيما تقدم، وقوله: (لهم ما يشاؤون فيها) (لهم) خبر مقدم، و(ما): اسم موصول مبتدأ مؤخر، و(يشاؤون) صلته، والعائد محذوف وفيها متعلق بـ(يشاؤون)، وقيل: بمحذوف حال من الموصول أو من عائده.

المعنى الإجمالي:
وقَرَّبْتُ الجنة للمتخذين لأنفسهم وقاية من عذاب الله باتباع أوامره سبحانه واجتناب نواهيه، وأَدْنَيْتُ لهم إدناء غير بعيد، هذا الذي يُعَدُّ لكم، وقد سبق به الوعد من أنبياء الله وفي كتبه لكلِّ رَجَّاع إلى طاعة الله تعالى، صائن لحدود الله، من خاف من واسع الرحمة ولم يره، أو خاف منه في خَلْوتِه وأتى إلى الله في القيامة بقلب مقبل على الله.

ادخلوا الجنة مُسَلَّمًا عليكم من الله وملائكته، أو يُحَيِّي بعضكم بعضًا، أو سالمين من العذاب، يوم الدخول المقرون بالسلام هو يوم الإقامة الدائمة الأبدية بجنات عدن، لهؤلاء السعداء ما يطلبون في الجنة، وعندنا زيادة فوق ما يطلبون، لا تخطر بالبال، ولا تندرج تحت مشيئتهم، من معالي الكرامات التي لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

ما ترشد إليه الآيات:
1- تحقيقُ وَعْدِ اللهِ لعبادِه الصالحين.
2- تكريمُ المتقين وتأمينُهم عند فزعِ الناس.
3- قدرةُ اللهِ على إدناءِ الأماكنِ المحبوبة للمحبين.
4- العبرةُ برجوعِ القلبِ.
5- يَلقى المؤمنُ عند دخولِ الجنة تحيةً وسلامًا.
6- يُعطى المؤمنون فيها ما يطلبون وفوق ما يطلبون.
الألوكة

السموه 04-09-2019 05:37 PM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾
 
جزاك الله خير ويعطيك العافيه .

مصراوي 07-09-2019 03:47 AM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾
 
بارك الله فيك

ابو يحيى 12-09-2019 09:28 PM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾
 
جزاك الله خير الجزاء
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنة


الساعة الآن 11:09 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant