منتديات الحقلة

منتديات الحقلة (http://www.alhaqlah.com/index.php)
-   منتدى القرآن الكريم والتفسير (http://www.alhaqlah.com/forumdisplay.php?f=89)
-   -   إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=124972)

طالبة العلم 25-11-2019 11:32 AM

إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ
 
الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الكوثر

﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ


قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3].
أولًا: سبب النزول: ذكر المفسرون عددًا من الروايات في سبب نزولها، منها ما ذكره القرطبي وابن كثير رحمة الله عليهما:
1- أنها نزلت في العاص بن وائل السهمي: يقال: إن العاص وقف مع النبي صلى الله عليه وسلم يُكلمه، فقال له جمع من صناديد قريش: مع من كنت واقفًا؟ فقال: مع ذلك الأبتر، وكان قد توفي قبل ذلك عبدالله بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من خديجة، فأنزل الله جل شأنه: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3]؛ أي: المقطوع ذكره من خير الدنيا والآخرة.

وقال محمد بن إسحاق: عن يزيد بن رومان قال: كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: دعوه، فإنه رجل أبتر لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره، فأنزل الله هذه السورة.

2- أنها نزلت في كعب بن الأشرف اليهودي: عن ابن عباس قال: قدم كعب بن الأشرف مكة فقالت له قريش: أنت سيدهم، ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه، يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السدانة وأهل السقاية؟ فقال: أنتم خير منه، قال: فنزلت: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾، هكذا رواه البزار، وهو إسناد صحيح. (وأشار أحمد شاكر إلى صحته).

ثانيًا: تضمنت الآية بحسب ما ورد في سبب النزول وقوع بعض المشركين أو اليهود في السخرية من النبي صلى الله عليه وسلم، واتهامه بأنه أبتر.

ثالثًا: جاء دفاع الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم، وصد هذا الإيذاء الشديد ودفعه عنه عليه الصلاة والسلام قولًا وفعلًا:
1- قبل أن يدافع الله تعالى عن حبيبه صلى الله عليه وسلم، ويرد على أولئك المفترين، بشَّره ببشارة، فقال: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3]، قال الطاهر ابن عاشور رحمه الله تعالى: مع ما في هذه البشارة العظيمة من الخير الكثير، فإن فيها أيضًا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، وإزالة لما عسى أن يكون في خاطره من قول من قال فيه: هو أبتر، فقوبل معنـى الأبتر وهو المنقطع بمعنى الكوثر وهو المتناهي في الكثرة؛ إبطالًا لقولهم.

2- قوله تعالى: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾، قال أهل اللغة: والشانئ: هو المبغض لغيره، يقال: شنأ فلان شنئًا، إذا أبغضه وكرِهه، والأبتر من الرجال: الذي لا ولد له، ومن الدواب الذي لا ذنب له، وكل أمر انقطع من الخير أثره، فهو أبتر، والبتر: القطع، والمعنى أن مبغضك وكارهك - أيها الرسول الكريم - هو المقطوع عن كل خير، والمحروم من كل ذكر حسن.

3- لا يفهم من قوله تعالى: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ أن مُبْغِضُكَ هُوَ المَقْطُوعُ؛ أي: إنه مقطوع النسل، بنفس المعنى الذي لمزوا به النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ الذين لمزوه بانقطاع ورثته الذكور، لهم عقبٌ من الذكور، فالعاص بن وائل الذي حكى أكثر المفسرين أن الآية نزلت فيه، له عقب، وابنه الصحابي الجليل عمرو بن العاص، وابن ابنه الصحابي عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما وله عقب، ولكن المراد أنهم مبتورون عن الخير، مقطوعون عمَّا ينفعهم في الدار الآخرة، والآية تشملُ كلَّ مبغِضٍ للنبي صلى الله عليه وسلم مـات على ذلك من أهل الكفر والزندقة والإلحاد، فكلهم بُتْر من الخير بسبب شنآنهم على النبي صلى الله عليه وسلم؛ (الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل، مقال بعنوان: سورة الكوثر، شبكة الألوكة).

4- كل مبغض للنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يضر إلا نفسه، ولا يقدر على فعل شيء سوى أن يبغضه، والمبغض إذا عجز عن الإيذاء يحترق قلبه غيظًا وحسدًا، وهذا ما حصل لأولئك المشركين، وهو ما يحصل لكل من أبغض النبي صلى الله عليه وسلم، وما ضرَّ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، بل أعلى الله ذكره، ورفع شأنه، ونصر دينه، وتَكَفَّلَ بِحِفْظِه إلى يوم الدين.

5- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (سورة الكوثر ما أجلها من سورة وأغزر فوائدها على اختصارها وحقيقة معناها تعلم من آخرها، فإنه سبحانه وتعالى بتر شانئ رسوله من كل خير، فيبتر ذكره وأهله وماله، فيخسر ذلك في الآخرة، ويبتر حياته، فلا ينتفع بها ولا يتزود فيها صالحًا لمعاده، ويبتر قلبه، فلا يعي الخير، ولا يؤهله لمعرفته ومحبته والإيمان برسله، ويبتر أعماله، فلا يستعمله في طاعة، ويبتره من الأنصار، فلا يجد له ناصرًا ولا عونًا، ويبتره من جميع القرب والأعمال الصالحة، فلا يذوق لها طعمًا، ولا يجد لها حلاوة وإن باشرها بظاهره، فقلبه شارد عنه)؛ مجموع الفتاوى (16 /528 ).

6- قال أحد الباحثين: قد دلَّت الإحصاءات التي تقوم بها المؤسسات الدولية أن اسم محمد صلى الله عليه وسلم هو أكثر الأسماء شيوعًا في العالم الإسلامي، وأن المتأمل في الأذان، وفي تباين أوقاته في الكرة الأرضية، لَيعلمُ علم اليقين أنه لا تمر دقيقة واحدة، إلا يُذكر فيها اسمُ الرسول صلى الله عليه وسلم مقرونًا باسم الله تعالى.




الألوكة

ابو يحيى 25-11-2019 04:35 PM

رد: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ
 
جزاك الله خير الجزاء

وجعله في ميزان حسناتك
ورزقك جنةً عرضها السموات والأرض

السموه 26-11-2019 11:18 AM

رد: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ
 


جزاك الله خير ويعطيك العافيه.


الساعة الآن 04:36 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant