عرفتكَ حين يَلوحُ الشفقْ
وحين يودِّع ذاك الغسقْ
وحين يضاحك شمسَ النهارِ
ورودٌ وزهرٌ بعطرٍ عبقْ
وحينَ تعانق أمٌّ وليداً
فترقص نَشوى إذا ما نطقْ
وحين يدبدبُ طفلٌ رضيعٌ
على الأرض زحفاً علاه النَّزقْ
وإذ هو بعد زمانٍ قريبٍ
يُسابق من يتحدَّى السَّبقْ
لك الحمدُ ربي فما أنا إلَّا
عُبيدٌ تملَّى بربٍّ خلقْ
*******
كم كنت أرجو في ربيعك سيدي
أن يَنشرَ البسماتِ حولكَ مقتدي
لكنَّ تقصيري حياءً لم يجد
من بسمةٍ توحي بصدق تودُّدي
وعسى تغضُّ الطرفَ علَّ مقصراً
يوماً يراكَ طريقه للفرقدِ
*******
الكلُّ يهفو نحو عيش كرامةٍ
لكنْ أقلُّ قليلهم دفع الثمنْ
لا يرتضي الأطهار عيش مذلةٍ
الموت أو عيشٌ كريم في الوطنْ
*******
ظلماً تريد من الفتى أن يستقي
من عذب نبعِك حيث عمَّ الأبطحا
اتركهُ يبحث في الدنى عن منهلٍ
فلعلهُ يجد الزلالَ الأصلحا
*******
هيهات يُدرَك كنهُ نورٍ
شعَّ منك وأنتَ ساري
ما أنت إلَّا شعلةٌ
ومدادُها من عند باري
******
أرحْ فؤادَك من همٍّ ومن ألمٍ
واقطع ببسمة حبٍّ بذرة اليأسِ
ما أنت في الكون إلَّا ناشرٌ أملاً
في أمةٍ لم تزلْ مرفوعةَ الرأسِ
*******
عجباً لأمة أحمدَ الهادي ملا
مُحها نأت عن أكرم الأخلاقِ
أتُرى غفت في نومها عن هديهِ
أم أنَّها انساقت لغير رُواقِ
*******
لغةٌ لقد أعلى المهيمنُ شأنها
فأرادها آياً بها نتأدبُ
أعظِمْ بها من أحرفٍ سحريةٍ
أغنتْ فأعلتْ مَنْ سناها يَطلبُ