منتديات الحقلة - ليتني على شاطى البحر...

القصه بقلمي وليدة اللحظه لم انقح الفاظها واملائها بعد
ذهبت إلى الحديقه ومكثت فيها طويلا جدا مع اختي وابنائي وحين ذهب الجميع للبيت وخلوت انا بنفسي وصغيري النائم استثارتني غريزة التأمل التي كنت امارسها في الأماكن المزدحمه كانت الحديقه ممتلئه بالحشائش الشائكه مماجعل الكثير يجلسون بالقرب منا على ذلك الرصيف الصغير حتى انا البعض كان قريبا جدا تكاد تسمع وسواس صدره من شدة القرب
فوجدت هنا امرأه مطلقه وعندها أبناء سجناء، وهناك أخريات ازهقتهم قصص تبديل الأطفال في الولاده وضياع البعض الآخر في الخارج وكيفية لقائهم بذويهم بعد سنوات من تلك الوقائع، وهناك نسوه اهلكتهم الغيبه، وهناك أخريات اهلكتهم حال أزواجهن، وهناك رجل مع ابنته على الارجوحه منشغل بجهازه ويبدو سعيد جدا وكان الحياة تقبع بين يديه فالجهاز، واخر مثله مع ابنته ولكنه منزعج جدا مما يكتبه في جهازه، وهناك شاب وشابه في غاية الرقه وقد سلبتهم الأحاديث من وسط الازدحام في ساحة خاليه الا منهم، وهناك اسره بلا عائل جات مع مراهق للعشاء فقط دون أحاديث، وهناك زوجين سلبهم النقاش في الأمور الماليه متعة النزهه وأصبحت أحاديثه ضنكه. وهناك زوجين مع طفلين لم يتركوا لوالديهم بسبب شقاوتهم مجال لبعض حروف الحب رغم المحاوله فهم يركضون هنا وهناك من أجل السيطره عليهم وحمايتهم من السقوط فكلما اقتربت الأجساد واطبقت الأيدي بعضها باغتتهم عثرة لأحد الأطفال وافترقا لإنقاذه، وهناك مجموعة من المراهقين ممتلئين بالترفيه فهم بين لعب بالورق والدومينو والغناء والصراخ والكثير الكثير مما لا فائدة منه سوا انه ضرب من متع المراهقين، وهناك آخرون يلعبون الكره، وآخرون يمارسون رياضة المشي مع البوح بما يكتمون من أسرار فتسمع بداية السر ولا تعلم نهايته ببساطه لأنهم اكملوه في طريق سيرهم بعيد عن مسامعنا فهو اكيد سرا لا يهمنا البته ولكنها أحوال بشرا اجتمعت وإياهم في بقعة أرض صغيره بقلوب ممتلئه مما لا تسعه الأرض هما أو فرحا، وهنا انا تعبت من ذلك التأمل وضعت سماعة هاتفي في اذني وفتحت جهازي لاسمع ما يعزلني عن هذا الوسط الذي لا يعنيني وتمنيت لو اني على شاطى البحر وابحرت متأملة فيه على صوت امواجه الجميله.