منتديات الحقلة

منتديات الحقلة (http://www.alhaqlah.com/index.php)
-   منتدى القرآن الكريم والتفسير (http://www.alhaqlah.com/forumdisplay.php?f=89)
-   -   قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ (http://www.alhaqlah.com/showthread.php?t=120184)

طالبة العلم 18-01-2018 11:50 AM

قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾
 
قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ

هذا المشهد المهيب من المشاهد الهائلة التي يواجهها الذين كفروا وأشركوا بربِّهم، والذين طغَوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فيومئذ تُؤتَى كتبهم من وارء ظهورهم؛ ذلك بما عصوا وكانوا يكفرون بآيات الله ويكذِّبونها ويحاربون أولياءه ولا يستحيون من المعاصي والآثام منه تعالى، وفي ذلك اليوم يقابلون مشهدًا ما شاهَدوه مِن قبل، وهولاء الكفَرة الفَجرة يستلمون الكتبَ مِن وراء ظهورهم؛ حيث قال الله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ [الانشقاق: 10] [1].

قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ [الانشقاق: 10] "يَمُدُّ يَدَهُ الْيُمْنَى لِيَأْخُذَ كِتَابَهُ فَيَجْذِبُهُ مَلَكٌ، فَيَخْلَعُ يَمِينَهُ، فَيَأْخُذُ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ"[2].

وقال قتادة ومقاتل رحمهما الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ [الانشقاق: 10] "يُفَكُّ أَلْوَاحَ صَدْرِهِ وَعِظَامِهِ ثُمَّ تُدْخَلُ يَدُهُ وَتُخْرَجُ مِنْ ظَهْرِهِ، فَيَأْخُذُ كِتَابَهُ كذلك"[3].

وعن مجاهد رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ [الانشقاق: 10] "يجعل يده من وراء ظهره"[4].

وقال الطبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾ [الانشقاق: 10] وفي الجمع بين قوله تعالى أحيانًا بشماله وأحيانًا وارء ظهره: "وأمَّا من أُعطي كتابه منكم أيها الناس يومئذ وراء ظهره؛ وذلك أن جعل يده اليمنى إلى عنقه وجعل الشمال من يديه وراء ظهره، فيتناول كتابه بشماله من وراء ظهره؛ ولذلك وصفهم جلَّ ثناؤه أحيانًا أنَّهم يؤتون كتبَهم بشمائلهم، وأحيانًا أنهم يؤتونها من وراء ظهورهم"[5].

وعندما يقرؤون كتُبَهم يدعون ثبورًا وويلًا وهلاكًا على أنفسهم بسبب ما قدَّموا من الأعمال الشنيعة والأفعالِ الخبيثة، قال الله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴾ [الانشقاق: 11] [6].

قال الضحاك رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴾ [الانشقاق: 11] "يدعو بالهلاك"[7].

وقال أبو اللَّيث السمرقندي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴾ [الانشقاق: 11] "بالويل والثبور على نفسه"[8].

وقال البغوي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴾ [الانشقاق: 11] "يُنَادِي بِالْوَيْلِ وَالْهَلَاكِ إِذَا قَرَأَ كِتَابَهُ يَقُولُ: يَا وَيْلَاهُ يَا ثُبُورَاهُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴾ [الفرقان: 13][9]"[10].

وبعدئذ يدخلون النارَ ويصلون الجحيمَ بسبب ما سلف من الأعمال السيئة التي خالَفتْ شرعَ الله تعالى ورسوله المجتبى، قال الله تعالى:
﴿ وَيَصْلَى سَعِيرًا ﴾ [الانشقاق: 12][11].
وقال أبو الليث السمرقندي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَيَصْلَى سَعِيرًا ﴾ [الانشقاق: 12] "يدخل في الآخرة نارًا وقودًا"[12].

لأنهم كانوا في أهلهم في الدنيا مسرورين وفَرحين بما يفعلون من المعاصي والفساد ومخالفة أمره تعالى، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ [الانشقاق: 13] [13].

قال مجاهد رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ [الانشقاق: 13] "أي في الدنيا"[14].
وقال الطَّبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ [الانشقاق: 13] "إنه كان في أهله في الدنيا مسرورًا لِما فيه من خلافه أمرَ الله، وركوبه معاصيه"[15].

ويظنون أنَّهم لا يحورون ولا يُبعثون يوم القيامة، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ﴾ [الانشقاق: 14] [16].
وقال ابن عباس رَضي الله تعالى عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ﴾ [الانشقاق: 14] "يُبعث"[17].
وقال قتادة رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ﴾ [الانشقاق: 14] "أن لا مَعَادَ له ولا رجعة"[18].

بلى إن ربهم كان بهم بصيرًا، فيبعثهم ويحييهم مرَّةً ثانية ليشاهدوا سوءَ أعمالهم ويجازوا عليهم، قال الله تعالى: ﴿ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ﴾ [الانشقاق: 15] [19].

قال ابن زيد رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ﴾ [الانشقاق: 15] "بلى لَيَحُورَنَّ وَلَيَرْجِعَنَّ إلى ربِّه حيًّا كما كان قبل مماته"[20].

وقال الطَّبريُّ رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ﴾ [الانشقاق: 15] "إن ربَّ هذا الذي ظنَّ أن لن يحور، كان به بصيرًا؛ إذ هو في الدنيا بما كان يعمل فيها من المعاصي، وما إليه يصير أمره في الآخرة، عالم بذلك كلِّه"[21].

وصوَّرتْ هذا المشهد الآيةُ الكريمة، قال الله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴾ [الحاقة: 25 - 29][22].

[1] سورة الانشقاق: (10).

[2] أورده القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"، (19/ 272)، ونسبه إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

[3] أورده القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"، الجامع لأحكام القرآن، (19/ 272) ونسبه إلى قتادة ومقاتل رحمهما الله تعالى.

[4] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 315)، و"الكشف والبيان عن تفسير القرآن"؛ للثعلبي، (10/ 159)، و"معالم التنزيل في تفسير القرآن"؛ للبغوي، (5/ 229)، و"الدر المنثور"؛ للسيوطي، (8/ 457).

[5] المصدر السابق.

[6] سورة الانشقاق: (11).

[7] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 315).

[8] "بحر العلوم"؛ لأبي الليث سمرقندي، (3/ 561).

[9] سورة الفرقان: (13).

[10] "معالم التنزيل في تفسير القرآن"؛ للبغوي، (5/ 229).

[11] سورة الانشقاق: (12).

[12] "بحر العلوم"؛ لأبي الليث سمرقندي، (3/ 561).

[13] سورة الانشقاق: (13).

[14] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 316).

[15] المصدر نفسه.

[16] سورة الانشقاق: (14).

[17] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 317).

[18] المصدر نفسه.

[19] سورة الانشقاق: (15).

[20] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 317).

[21] المصدر نفسه.

[22] سورة الحاقة: (25 29).





الالوكة

ايهم 18-01-2018 12:40 PM

رد: قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾
 
بارك الله فيك ونفع بك

ابو يحيى 20-01-2018 01:09 PM

رد: قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾
 
جزاك الله خير الجزاء
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنة

أنشودة الأمل 20-01-2018 05:19 PM

رد: قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾
 



عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]






اشكرك على طرحك القيم
لاحرمنا ربي من عطائك

كنت هنا وراق لي موضوعك وجاز لي مضمونه
بوركت جهودك المميزة
لك مني ارق التحايا والاعجاب بما قدمت


تقـديري وآحترآمي لشخصك
أنشــودة الأمــل ~




عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]





الساعة الآن 09:57 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

Ramdan √ BY: ! Omani ! © 2012
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Forum Modifications Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

جميع المواضيع والمُشاركات المطروحه في منتديات الحقلة تُعبّر عن ثقافة كاتبها ووجهة نظره , ولا تُمثل وجهة نظر الإدارة , حيث أن إدارة المنتدى لا تتحمل أدنى مسؤولية عن أي طرح يتم نشره في المنتدى

This Forum used Arshfny Mod by islam servant