منتديات الحقلة - السعيدي: أزمة خاشقجي كشفت كثيراً من الوجوه المتبرقعة ببرقع العدل

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

كشفت أزمة اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي كغيرها من الأزمات كثيراً من الوجوه المتبرقعة ببرقع العدل والحرية والحقوق فبانت أوجه حاقدة متربصة ببلادنا الدوائر.

هذا ما قاله أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى، الدكتور محمد بن إبراهيم السعيدي، وأكد أن القاعدة العدلية: ”المتهم بريء حتى تثبت إدانته” ورغم أن قِيَم الحرية تقضي بأن لا يتخذ المرء من نفسه مُدَّعياً وقاضياً إلا أنهم نبذوا هذه القيم تحت أرجلهم حينما رأت أبصارهم العُشْو أن ثمة أزمة في طريق بلادنا غابت عنهم بصائرهم وطاروا بها فرحاً، وإنها إن شاء الله منقلبة عليهم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

وقال السعيدي في مقالته بعنوان " وقفات عند أزمة اختفاء الأستاذ جمال خاشقجي" منذ بداية الحادثة ووكالة رويترز وقناة الجزيرة يمطراننا بتصريحات ما يزعمون أنه ”مسؤول في الشرطة التركية” يؤكد كون خاشقجي داخل القنصلية ثم يؤكد مقتله ووجود جثته مقطعة بعد التعذيب ويبشر بشريط فيديو يؤكد ذلك. وبعد ذلك يأتي رأس الدولة التركية لينسف كل هذه الأخبار ويؤكد عدم ثبوت مقتله، ولا يلقي التهمة على أي طرف. فهذه الجهات قد ثبت لديك الآن تعمدها الكذب الصراح !!

وحذر السعيدي في هذا الصدد من الاغترار بتأويل الجهات الإعلامية المغرضة، داعياً لأن يكون الإنسان في كامل وعيه وهو تتابع الإعلام المغرض وأن يحفظ عقله ولسانه من مغبة الانقياد له مضيفاً أن قصة إخفاء الأستاذ جمال خاشقجي أو اختفائه وما قيل عن مقتله أمر خطير، وكانت طريقة الكثيرين في التعاطي معها أشد خطراً.

وشدد الدكتور السعيدي على أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها الأول وحتى اليوم أبعد دول الأرض عن الدناءة في التعامل مع خصومها ومخالفيها، فلم يُعرف عنها الاختطاف ولا الاغتيال، وكم كان لها في تاريخها من المعارضين كغيرها من دول العالم حال نشأتها وتطورها وازدهارها، فهي إما أن تكون احتوتهم فملكتهم بالإكرام، أو كانوا ممن لا يُصلِحهم احتواء ولا إكرام فتتركهم حتى تُسقِطهم الجماهير ورديء أعمالهم.

واستدرك السعيدي بقوله: بل إن القرائن الكثيرة تنفي هذه الفرية عنها، ومن هذه القرائن: أن الكاتب الصحفي جمال خاشقجي لم يكن أسوأ المختلفين معها حتى تختاره من بينهم بمثل هذا العمل الجبان، بل إنه في كل كلماته ومقالاته التي اختلف فيها مع بعض سياسات الدولة يترك الطريق وراءه مشرعة للعودة ولا يقطع كل سبل التراجع ويحتفظ دائماً في يده بحبل موصول معها، على عكس من سبقوه في هذا المنحى ممن يصح تسميتهم "معارضين سياسيين"، أما هو فمن الصعب تصنيفه معارضاً؛ بل هو مختلف بشدة وحسب.

وأردف: التزمت السعودية على لسان ثاني رجل في الدولة بفتح قنصليتها للتفتيش من قِبَل الأمن التركي، ولمَّا لم يستجب الأمن التركي استدعت الصحفيين من وكالة رويترز للأنباء وجالت بهم في كل جهات القنصلية وكانت النتيجة كما شاهدها الجميع.

وتابع: إن المجرم المتربص يرتكب جريمته في مكان لا يكون مدعاة للشك فيه، فكيف يُتصور أن السعودية اختطفت الرجل من جوار قنصليتها مع أن لها مندوحة بأن تفعل ذلك في مكان يبعدها عن أن تكون محل شك فيه، والعكس صحيح أيضاً، فإن الذي تعمد إخفاءه من جوار القنصلية السعودية طرف آخر يقصد إلصاق الاتهام بالسعودية.

وأكمل: جمال خاشقجي ليس رجلاً غِراً من السهل أن يُخدع، فقد عمل سنوات نشطة مليئة بالأحداث إلى جانب رئيس الاستخبارات السعودي الأمير تركي الفيصل، ولذا فهو يمتلك حساً أمنياً متقدماً إضافة إلى ثقافته السياسية والتاريخية العريضة.