منتديات الحقلة - خذلتهم "التسريبات المسمومة" فتحايلوا بمقتنيات "خاشقجي".. مزاعم "تسجيلات أبل" تفضح الم

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

كلما أعرض الرأي العام العالمي نتيجة عدم تصديقه عن زعم تركي فيما يتعلق بمصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي، عمدت "المصادر" التركية التي تروج لإشاعات تفتقر إلى الدليل والمنطق، إلى اختلاق سيناريو جديد لاختفاء خاشقجي، لا يتضمن في فحواه سوى تصورات وهمية للمصير المحتمل لخاشقجي حسب خيالات تلك "المصادر"، التي لا تزال إلى الآن "مصادر" مجهولة، تحجم عن الإعلان عن نفسها، ولا تعرف هويتها أو علاقتها بالتحقيق الذي تجريه أنقرة حول اختفاء خاشقجي؛ وذلك بهدف إبقاء الرأي العام العالمي في حالة اهتمام وتشويق لمعرفة الحقيقة؛ ما يساعد تلك "المصادر" والأطراف المتضامنة معها من توسيع نطاق حملة التشويه والتحريض التي تشنها ضد السعودية، الدولة التي لم يسبق لها أن خرقت القانون الدولي في علاقتها بأي دولة في العالم.

افتقار للمصداقية
وفي آخر سيناريو مختلق لاختفاء "خاشقجي"، زعمت تلك "المصادر" المجهولة، التي وصفتها صحيفة "صباح" التركية، أنه "يمكن الاعتماد عليها في إدارة مخابراتية خاصة"، (لاحظ الوصف، مصادر لا تمثل إدارة المخابرات الخاصة، ولا هي مصادر مطلعة، وإنما يمكن فقط الاعتماد عليها، ما يعني أنها تفتقر إلى الموثوقية والمصداقية بالتبعية) أن "التحقيق التركي توصل إلى تسجيلات على ساعة أبل الخاصة بخاشقجي، التي كانت متصلة بهاتفه الآيفون تشير إلى ما يبدو إلى أنه تعرض للتعذيب والقتل".

وتحظى "ساعة أبل" التي كانت بحوزة خاشقجي بحسب مزاعم السيناريو المختلق الجديد، بوضعية درامية مركزية في بناء حبكة السيناريو، إذ تعد الوسيط التقني الذي نقل "حالة" خاشقجي داخل القنصلية إلى هاتفه الآيفون، ومكن سلطات التحقيق التركية من الحصول على بيانات تلك "الحالة".

فهل هناك إمكانية حقيقية من الناحية التقنية لقيام "ساعة أبل" بهذا الدور الذي استندت إليه "المصادر" في مزاعمها الجديدة التي تندرج ضمن حملة التسريبات المسمومة التي تستهدف طمس الحقيقة؟

معضلة المسافة
طبقًا لخبراء التقنية، وبحسب "رويترز" التي أوردت تحليلهم، "فإنه من المستبعد بشدة أن تكون الساعة قد سجلت ما حدث داخل القنصلية وحملت البيانات على حساب تابع لخدمة الحوسبة السحابية في أبل (آي كلاود)؛ لأن معظم أنواع ساعات أبل تتطلب أن تكون الساعة على بعد يتراوح بين 9 و15 مترًا من الآيفون المتصلة به حتى تحمل البيانات على خدمة أبل آي كلاود".

وأفاد الخبراء بأن "الأنواع الأحدث من ساعة أبل التي يمكنها الاتصال بخدمة (آي كلاود) مباشرة ولاسلكيًا تتطلب إما اتصالاً بشبكة إنترنت لاسلكي قريبة أو شكلاً من أشكال الاتصال عبر الهاتف المحمول غير متوفر في تركيا".

أما عن التقييم المخابراتي لادعاءات السيناريو الجديد الذي نشرته صحيفة "صباح" الموالية للحكومة التركية، فقد استبعد العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" روبرت باير، أن "تكون الساعة الذكية للإعلامي السعودي جمال خاشقجي قد نقلت التسجيلات التي تزعم مصادر تركية أنها تثبت مقتله بالقنصلية السعودية في إسطنبول".

وأعرب "باير" عن اعتقاده في مقابلة مع "سي إن إن" أوردها اليوم موقع "روسيا اليوم" أن تقرير "صباح" لا يبدو ممكنًا؛ لأن خاشقجي كان بعيدًا جدًا على مدى اتصال البلوتوث بين ساعته وهاتفه.

محو الادعاءات
وتغني التقييمات التقنية والاستخباراتية السابقة عن اللجوء إلى أي حجج تفند مزاعم "المصادر" التركية حول "ساعة أبل" الخاصة بخاشقجي، التي استنطقوها بما لا يمكن أن تنطق به في إطار إمكاناتها التقنية وعامل المسافة الطويلة، الذي لا يتيح لها نقل أي بيانات سواء الحالة، التي عايشها وزعموا أنه تعرض خلالها "للتعذيب ثم القتل" ولا حتى بيانات جسمه مثل نبضات قلبه وغيرها.

وانطلاقًا من الحجية العالية لتلك التقييمات التقنية والاستخباراتية في محو أي إمكانية لحدوث سيناريو "ساعة أبل"؛ فإنه لا يمكن التعاطي معها ضمن أي مسارات ذات مصداقية في تحري الحقيقة.

وفي ظل الهزال المريع الذي يعانيه هذا السيناريو المختلق، لا يسع أحد سوى الجزم بأن الهدف منه بالنسبة لتلك "المصادر" التركية المجهولة، هو مواصلة الحملة الشائنة للنيل من السعودية والعمل على توريطها، لكن هدفهم بات مفضوحًا في ظل إعراض الرأي العام العالمي عن مزاعمهم، فهل يدعوهم ذلك إلى احترام حقه في الحصول على المعلومات الصحيحة؟